اول الكلام

من تداعيات أزمة التعليم الثانوي: أستاذ يكتب: في زمن الرداءات تنقلب القيم

 

نشر استاذ العربية بمعهد الساحلين -المنستير- فيصل عوف مؤلف كتاب عن التجربة الروائية  لابراهيم الكوني، تدوينة عبر فيها عن ألمه مما يواجهه زملاؤه في المعهد الذين ذ أحضروا الفروض وأصلحوها وأرجعوها للتلاميذ ثم سلموا الاعداد للادارة قبل عطلة الشتاء. واليوم  يجد هؤلاء أنفسهم  بعد نصر النقابة المبين المادي . يوسمون بمن ترقب اللقمة الباردة دون نضالات ..ولا مقاومة…

في ما يلي نص تدوينة الاستاذ عوف

في زمن الرّداءات…تنقلب كلّ القيم، فقد أمسى القبيح جميلا، والشّرّ خيرا… رداءة أتت على الأخضر واليابس – وبارك الله في الهبّة” الشعبيّة – فموسيقانا التونسيّة كــ”الزبلة في البوبالا” أين موسيقانا؟ وأين مسرحنا مثل “فاميليا” و “غسّالة النوادر” و “عرب”.
المهمّ والغريب، ومع الأسف أنّ الرّداءة طالت سلكا يدّعي المعرفة والعلم والتّربية والكمال. ففي معهد السّاحلين 33 أستاذا أنجزوا الفروض التّأليفيّة للثّلاثي الأوّل، وأصلحوها – عفانا وعفاكم الله من ابتلاء الإصلاح- . والغريب في هذا الزّمن، رغم الحرص على التّمشّي السّليم حسب اعتقادهم لفائدة التّلاميذ، تقلب الآية ويصبحون موسومين بالتّواكل والكسل والخيانة والخبز البارد وربّما (المال الحرام الذي سينهال علينا بإذن الله في موفّى شهر أكتوبر إن أحيانا الحيّ.
مساكين مجموعة الثّلاث والثّلاثين، فلم يناضلوا ولم يقفوا ضدّ تيّار الظّلم والجبروت، ولم يغنموا بلحظات القفز بل تسلّق شرفات مراكز السّيادة، ولم يهتفوا بتلك الهتافات التي تنمّ عن ثبات ورفعة أخلاق…إنّه عصر الرّداءات..
المهمّ ..الظّاهر هو الفوز المبين والفتح العظيم، والحقيقة هي غير ذلك وما حركات الشّتم والسبّ وهي تنمّ كذلك عن رفعة أخلاق وسموّ شأن إلاّ تعويضات باطنيّة نفسيّة لاشعوريّة عن فشل ذريع، وما الفرحة العظمى إلاّ لأنّ الجميع وجد مخرجا لمصيبة أوقع فيها نفسهُ.
النّصر وهم..والزّمن هو الوحيد الكفيل بإثبات ذلك. المهزلةأو الصورة الكاريكاتوريّة والمضحك هو : الذي لم يقم بأي مجهود (في الامتحانات) يهزأ من الــ33، وهذا مشين، كن حرّا أيّهذا الزّميل، واحترم من خالفك في أمر جلل…..يومكم حب.. في عيد الحبّ..فكلّكم أهل لتحبّوا كلّ من بجواركم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.