في العالم

الانتخابات الرئاسية في نيجيريا.. مرشحان مسلمان في سباق محتدم متقارب

بعد تأخير دام أسبوع في أكبر دولة منتجة للنفط في القارة الإفريقية وأكبر دولة من حيث عدد السكان، فتحت اليوم السبت 23 شباط/فبراير صناديق الإقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا أمام 72.8 مليون ناخب.

وأدلى الرئيس النيجيري محمد بخاري بصوته في مسقط رأسه دورا في ولاية كاتسين بشمال البلاد، وهنأ نفسه في إجابته لأحد الصحفيين إذا كان سيهنئ منافسه مرشح المعارضة الرئيسي ونائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر اذا فاز في الانتخابات.

هذا وأدلى أبو بكر بصوته في الانتخابات الرئاسية المؤجلة، وتوقع محللون أن تكون النتائج بين أبرز المتنافسيْن من بين أكثر من 70 مرشحا هما بخاري وأبو بكر متقاربة، وأن نتيجة الانتخابات ستعتمد على مدى ثقة الناخبين في قدرة أي منهما على تعزيز الاقتصاد الذي لا يزال يستعيد عافيته من ركود أصابه عام 2016.

وتأجل التصويت، الذي كان من المقرر أن يجرى قبل أسبوع، قبل نحو خمس ساعات من فتح مراكز الاقتراع لأبوابها في ذلك الوقت وهناك مخاوف من أن يضر هذا التأجيل بنسبة الإقبال على المشاركة في التصويت.

وكانت مفوضية الانتخابات المستقلة، قد أرجعت تأجيل الانتخابات إلى مشاكل لوجيستية ونفت وجود ضغوط سياسية وراء القرار.

وواجهت الانتخابات الرئاسية في 2011 و2015 تأخيرات أيضا لأسباب لوجيستية وأمنية، لكن بخاري حث المواطنين أمس الجمعة على المشاركة في التصويت متعهدا بتأمين الاقتراع.

وشنت جماعة “بوكو حرام” المتشددة وفصيل منشق عنها هو تنظيم “الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا” هجمات دموية متفرقة في ولاية بورنو شمال شرق البلاد، وحذرت “بوكو حرام” المواطنين من التصويت.

وسيتحدد مصير التنافس بين بخاري وأبو بكر على أساس وضع الاقتصاد الذي يواجه مشكلات للتعافي من أول ركود منذ 25 عاما انزلق إليه في 2016 مع تراجع أسعار النفط وشن متشددين لهجمات على منشآت نفطية في دلتا النيجر، وتشكل مبيعات النفط الخام 90 بالمئة من العملة الأجنبية التي ترد للبلاد.

وقال بنديكت كرافن وهو محلل في وحدة إيكونوميست انتلجنس “انعدام الاستقرار مصدر متنام للقلق لكن ضعف الاقتصاد أمر محسوس في كل القطاعات وعلى مستوى البلاد لذلك نعتقد أن ذلك سيكون هو الشغل الشاغل للناخب”.

وتصل نسبة البطالة في نيجيريا إلى ما يقارب ربع قوة العمل وهي نسبة أكبر بكثير عن نظيرتها وقت تسلمه الحكم في 2015، وبخاري حاكم عسكري سابق انتخب رئيسا فيما بعد.

كما ارتفعت تكلفة المعيشة بوتيرة سريعة ووصلت نسبة التضخم إلى 11.37 بالمئة في يناير/ كانون الثاني وهو ما يقل قليلا فحسب عن أعلى معدل لها في سبعة أشهر الذي وصلت له قبلها بشهر.

وقال بخاري البالغ من العمر 76 عاما إن الاقتصاد تخطى مرحلة الركود وعاد إلى مسار النمو المتواصل.

إقتصاد متعثر في البلاد

من جهتهم، يرى أنصار أبو بكر، 72 عاما مرشحهم وحظه الوفير لاسيما وأنه رجل أعمال ناجح بالإمكانيات والخبرات المطلوبة لدعم النمو وتوفير فرص للعمل واجتذاب الاستثمارات الأجنبية إلى بلادهم، على عكس بعض الإتهامات بالفساد التي وجهت إليه والتي لاحقته لسنوات عدة، وكان دوما ينفيها.

ويقول منتقدوه، إنه يستغل منصبه لإثراء نفسه والمحيطين به دون الاكتراث بالفقر الذي يقبع فيه أغلب النيجيريين.

ووعد أبو بكر بتوسيع دور القطاع الخاص في البلاد التي يقطنها ما يقرب من 200 مليون نسمة وقال إنه سيسعى لزيادة حجم الاقتصاد إلى مثليه، ليصل إلى 900 مليار دولار بحلول عام 2025 إذا انتخب رئيسا.

ويقود بخاري حزب مؤتمر كل التقدميين الحاكم فيما يتزعم أبو بكر حزب الشعب الديمقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسي. والمرشحان مسلمان من شمال البلاد.

72.8 مليون ناخب

ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 72.8 مليون شخص، وليكون هناك فائز من الجولة الأولى يجب أن يحصل المرشح على ربع الأصوات على الأقل في ثلثي الولايات النيجيرية البالغ عددها 36 ولاية إضافة إلى العاصمة، وإذا لم يحقق أي من المرشحين ذلك ستكون هناك جولة إعادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.