في العالم

ثلاثة من رفاق درب أردوغان “كسروا خاطره”… فهل يخططون مع خصومه لإزاحته؟

“كسروا خاطري”… بهذه العبارة علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انشقاق “رفاق دربه” أو “إخوته”، كما كان يُطلق عليهم. و”رفاق الدرب” هم الرئيس السابق عبد الله غول ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد السابق والخارجية الأسبق علي باباجان، الذين انشقوا عن حزب “العدالة والتنمية” بعدما أسسوه معاً.

وحسب محللين أتراك، كان أكثر ما “كسر خاطر” أردوغان هو تخطيط هؤلاء لإنهاء حياته السياسية بالعمل على تأسيس تحالف مع خصومه في البرلمان، هدفه تشكيل أغلبية تدفع نحو انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة وتُطيح بالرئيس الحالي.

وبينما يراهن أردوغان وأنصاره على أن أي تحالف أو حزب جديد مصيره الفشل، تُلاحق الشكوك هذا الرهان، منذ فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، المدينة التي قال الرئيس التركي مراراً إن “من حكمها حكم تركيا”.

من هنا، يمكن القول إن حكم أردوغان قد يستمر في حالتين: الأولى، فشل مساعي رفاق دربه في تشكيل أغلبية برلمانية، ما يجنبه مخاطرة خوض انتخابات مبكرة، والثانية فشل إمام أوغلو في منصبه كرئيس لبلدية اسطنبول لأن نجاحه سيمهد له الطريق في أي انتخابات مبكرة كما حدث مع أردوغان نفسه عام 2002.

لماذا انشق الرفاق؟
يرى المحلل السياسي التركي الدكتور خيري أوغلو أن حزب “العدالة والتنمية” يتعرض لتآكل كبير في شعبيته وأن “هروب” عدد من قياداته المؤسِّسة لأسباب عديدة، منها: عدم الاتفاق داخل الحزب على النظام الرئاسي الذي أسسه أردوغان وجعل السلطة بيده، ضياع المبادىء التي تأسس عليها الحزب ورفض السياسات الاقتصادية الحالية التي يديرها وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق، وهو صهر أردوغان.

ويضيف خيري لرصيف22، أن أردوغان بات كهلاً وحزبه يعاني الشيخوخة الشديدة، على عكس الناخبين الذين بمعظمهم من الشباب ويشتكون من البطالة وتراجع الأوضاع الاقتصادية.

في السياق نفسه، يؤكد الباحث المتخصص في الشأن التركي في “مركز الأهرام للدراسات” كرم سعيد أن “العدالة والتنمية” تحوّل إلى بيئة طاردة للأعضاء بسبب الانقسام بين تيارين، القيادة التأسيسية من جهة وتيار الأقارب والمُوالين لأردوغان من جهة أخرى.

ويشرح سعيد: “التيار الأول وهو من الآباء المؤسسين بات مهمشاً داخل الحزب في ظل تدهور واضح للسياسات الاقتصادية وزيادة القبضة الأردوغانية على مقاليد الدولة وتصاعد نفوذ الأقارب، ومن هنا وُلدت فكرة حزب جديد يستقطب الناخبين الغاضبين”.

 

رصيف 22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.