الرئيسيةتونس اليوم

الصحافية منية العرفاوي تكتب عن مصيبة عمدون: انت دولة فاجرة ،مارقة،ظالمة

نشرت الصحفية بدار الصباح منية العرفاوي تدوينة عبرت فيها عن غضبها إزاء تعامل الدولة مع منطقة الشمال الغربي ، وقد جاء حادث عمدون لينكأ الجراحات العميقة، حادث اودى بحياة
عين دراهم ..ظلم دولتكم وعار سياستكم وكذب مسؤوليكم هي عين دراهم. شابا ، وصفه رئيس الدولة ورئيس مجلس النواب بالمصيبة دون أن نعلم ماذا سيفعلان لرفع المصيبة التي حلت بنا

وهذه تدوينة منية العرفاوي

.
المدينة الجميلة المخضبة بحزن الاهمال والنسيان والموت البطيء تحت سفح الجبل ..عين دراهم حكاية وجيعة ما سمعها حد ..وحكاية قرى معزولة ما يعرفها حد كان في الانتخابات..كيلو مقرونة وبطانية وديما يمشي ..عين دراهم حكاية ظلم ما ترفعش منذ الاستعمار ..وحكاية غبن وقهر البؤساء اللي يذلوهم كان عام بالجرود و الدبش المستعمل والفضلة متاع حوايج البورجوازية قالك اشنوة مؤازرة وتعاطف في شتاء بارد وقاسي ولكن هل تعلمون قلوبكم ابرد من برد شتاء عين دراهم وبياض الثلج انقى من عواطفكم المزيفة ومن ادعاء الطيبة والرحمة وانتم في نهاية جميعكم يستثمر في تلك الوجوه البائسة حتى بصورة ..يا لوقاحكتم وبئس تلك الإنسانية التي توزع في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي..
أتدرون الأرواح البريئة التي سقطت اليوم بسبب بنية تحتية مهلهلة..مثلها يموت يوميا أطفالا وشيوخا ونساءا ورجالا اما لنقص التغذية أو غياب الطبيب أو عدم القدرة على شراء الدواء أو الرغيف ..اتعلمون ان أكثر من نصف المعينات المنزليات دون 14 سنة ينحدرن من عين دراهم وفرنانة ..

يؤخذن وهن طفلات احيانا لا يتجاوزن التاسعة باش المدام تربيها على ايديها! اما هذا موش في اهتمامات المتمعشين بقضايا حقوق الإنسان باش يعملو عليها حملة ويهبطو يندبو في شارع الزعيم اللي حرر المرأة ونحى القمل ..اي ونساء عين دراهم اللي الواحدة فيهم تهز حزمة الحطب على ظهرها خمس كيلومتر يوميا باش ادفي صغارها..وتملس في الطين لوين تشقق ايديها وتولي تنز بالدم ..موشي مرا ..ما تحررتش ..والا هذي ما قراوش عليها في سيرة محرري المرأة في تونس ..
عين دراهم لا تستجدي دولة غبية ووقحة وظالمة و منحازة جهويا وخاصة منحازة جهويا ..صحيح في تلك الربوع الفقر قدر منذ الأزل والحقرة قدر منذ الأزل..ولكن رغم كل ذلك ما زالنا نملك حق الكلمة ..حق ان نقول لهذه الدولة وفي وجوهها ودون خجل ” انت دولة فاجرة ،مارقة،ظالمة” وكذلك مسؤوليك.
بقلم منية العرفاوي- جريدة الصباح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.