الرئيسيةتونس اليوم

 الطريق إلى حكومة الرئيس

 

ما حدث  يوم الاحد 22ديسمبر لم يكن أمرا عاديا، فبعد ايهام الرأي العام بأن كل شي عال العال وأن التوافق تم بين احزاب التيار الديمقراطي والشعب وتحيا تونس والنهضة على المشاركة في حكومة الحبيب الجملي، تفرق الجمع بضربة واحدة، فالتيار أعلن انسحابه وكذلك حركة الشعب لتأتي الضربة القاصمة من يوسف الشاهد، الذي استعاد زمام المبادرة وبين انه مناور سياسي يقرأ له حساب

وبرغم تصريح الحبيب الجملي بأنه جاهز لكل الطوارئ وبأنه أعد سيناريوهات بديلة صالحة لكل المفاجآت الا أن المتابعين يشككون في سهولة توفق الرئيس المكلف والنهضة معه او من خلفه لتشكيل حكومة قادرة على المرور بسلام  في مجلس نواب الشعب

فما الذي دفع حلفاء السبت لينقلبوا على النهضة والرئيس المكلف  يوم الاحد؟

مصادر قريبة من الرئيس المكلف ترجح أن الثلاثي المنسحب نسق بطريقة ما لاعلان قرار الانسحاب وان الجماعة يدفعون سير الاحداث ليتسلم رئيس الجمهورية قيس سعيد دفة القيادة بعد انقضاء اجل الشهر الثاني الممنوع للحبيب الجملي

ولكل طرف حساباته، فالتيار كما حركة الشعب داعمان لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية وهما حليفان موضوعيان له،

اما يوسف الشاهد الذي استغل حواره التلفزي ليصرح بإعجابه بقيس سعيد وانه فخور به كرئيس لتونس

فهو يطمح الى الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للحكومة

وما المانع ؟

فقيس سعيد معجب في ما يبدو بالشاهد ومنحه ثقته ليمثله في مهمات خارج تونس ويتردد ان سعيد يرى في الشاهد البروفيل المؤهل لقيادة الحكومة بحكم تجربته السابقة ورفعه لشعار عزيز على قلب الرئيس هو محاربة الفساد

من ناحية اخرى صرح الصافي سعيد رافعة حركة الشعب في الانتخابات التشريعية السابقة بأن افضل شخص لرئاسة الحكومة هو يوسف الشاهد

فهل كان ذلك التصريح موقفا شخصيا من الصافي سعيد او يعبر عن توجه حركة الشعب التي استقبل قيس سعيد قياداتها في بيته بالمنيهلة بعد انتخابه؟

ماذا بقي لحركة النهضة غير الاستنجاد بنبيل القروي وحزبه قلب تونس ؟

والبحث عن اتفاق ممكن مع كتلة الاصلاح الوطني التي يرأسها حسونة الناصفي والتي لا تتعامل بمنطق الاحكام الايديولوجية المسبقة بل تتعامل مع كل الوضعيات بشكل برغماتي؟

وفي الاثناء، من سيوفر 11 الف مليارا المطلوبة لميزانية 2020؟

هل ستحملها الامطار المنتظرة هذا الاسبوع؟

لا احد يهتم في ما يبدو …

الصادق الامين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.