اول الكلام

فتحي ليسير مؤلف كتاب دولة الهواة:المطلوب حكومة كفاءات لا رجالا أكفّاء..

كانت لازمة الحبيب الجملي مُذ جُعل إليه أمر تشكيل الحكومة الجديدة ( و قد طال انتظارها..) و التي لم تلبث أن استحالت دندنة : “ستكون حكومة كفاءات وطنية مستقلة..” . جميل . جميل جدّا .
بداية نقول حسنا فعل السيد الجملي عندما تحدّث عن حكومة كفاءات و ليس عن حكومة أكفّاء لأن الأكفّاء ( بتشديد الفاء ) هم العميان ، و الصحيح أكفاء ( بتخفيف الفاء ، أي جمع كفء ). و لطالما سمعنا مسؤولين كبارا و إعلاميين و غيرهم يتباهون بأن إداراتهم تعجّ (كذا) بكوادر و موظفين أكفّاء و إعلاميين أكفّاء و أساتذة أكفّاء..الخ.
و هنا لا بد من الاعتذار لمواطنينا الأكفّاء و الكفيفات لأن من بينهم أكفاء عديدون في شتى مناحي الحياة..
لنعد إلى الكفاءة و الكفاءات لنقول، ربطا لما سبق بما سيأتي ،:إن الشخص الكفء هو القدير المالك للأهلية و الجدارة و الاستحقاق ( فهو عكس الخائب و الضعيف و الفاشل و العاجز و الراسب..الخ ) ، ذلك أن الكفاءة هي جملة القدرات و المهارات و البراعات التي تستوجبها كلّ مهنة أو مسؤولية أو منصب ، مضافا إليها تشكيلة من الخصال الشخصية . و تقتضي المسؤوليات الكبرى كفاءات أرقى مما هو متوفر عند المسؤولين العاديين ، بل متميزة و لم لا استثنائية ، تأتي على رأسها الخبرة و الحنكة السياسية و اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والقدرة على تصريف الأمور و الخروج من المآزق ( و ما أكثرها هذه الأيام )بأقل الأضرار، و أخذ المبادرة و قوّة التأثير في مجريات الأوضاع و الاستباق ( و لم لاcerise sur le gâteau اشراقات إبداعية في التصوّر و التنفيذ…الخ ) ما يضمن بالنهاية تخطي الاكراهات و تذليل الصعوبات بأقلّ التكاليف…الخ
عندما طالعتني بعض أسماء في قائمة مسربة لتركيبة الحكومة المرتقبة ساورتني بعض شكوك في صدقيّة وعود رئيس الحكومة المكلف. ولكن إن هي إلاّ محض تسريبات ،ربما تكون مغرضة ، و “خلّينا نسبقو الخير ” كما نقول في دارجتنا التونسية البليغة و البديعة..

*منشور في صفحة الدكتور ليسير على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.