اول الكلام

نور الدين المازني يكتب عن الشاذلي القليبي

نشر نورالدين المازني الصحفي ورئيس تحرير  الاخبار السابق  بالتلفزة التونسية واحد نجوم التلفزة التونسية نهاية السبعينات  والذي انتقل الى العمل الديبلوماسي في منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة الراحل الحبيب الشطي-وزير خارجية سابق زمن بورقيبة-  ثم الاتحاد الافريقي، تدوينة ضمنها شهادته عن الراحل الشاذلي القليبي، ونحن نعيد نشرها تعميما للفائدة باذن من كاتبها

 

رحل الشاذلي القليبي ، احد رجالات تونس الكبار الذين تفانوا في خدمة الوطن، ورفعوا إسمه عاليا بين الأمم!

فقدت تونس اليوم أحد رجالاتها الكبار، الذين نذروا حياتهم لخدمة بلدهم وساهموا بكل إخلاص في بناء دولتها الحديثة ورفع اسمها عاليا في كافة ارجاء العالم العربي بل وعلى الصعيد.الدولي، عند.توليه منصب أول أمين عام من ” المغرب العربي” لجامعة الدول العربية ..
ترجل الاستاذ الشاذلي ليلتحق برفاق له من جيل المؤسسين الذين كانوا من الأعضاد المقربين للرئيس الحبيب بورقيبة، وأود أن اخص بالذكر منهم الحبيب الشطي ، فكلاهما تولى منصب مدير الديوان الرئاسي، وهو من المواقع الحساسة والاستراتيجية في أعلى هرم السلطة ، لا يتولاه الا من كان الأقرب إلى الرئيس بكل ما تحمله الكلمة من معاني .. ..
و الشاذلي القليبي والحبيب الشطي انتقلا من خدمة تونس في الداخل إلى تمثيلها خارجيا ورفع اسمها عاليا بين الأمم عندما انتخبا وفي نفس السنة، عام 1979،، لارفع المناصب في العالمين العربي والاسلامي، الاستاذ الشاذلي القليبي للجامعة العربية والأستاذ الحبيب الشطي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وبكل صدق ، مثلت تلك الحقبة، العصر الذهبي للدبلوماسية التونسية ، و كنت شخصيا شاهدا على امجاده وإنجازاته ، باعتباري انذاك، و في بداية مشواري مع المنظمات الإقليمية والدولية، من أقرب مساعدي الحبيب الشطي ومتحدثا رسميا باسمه ، و قريبا أيضا من الشاذلي القليبي، لعلاقتي القديمة به ، إبان توليه وزارة الإعلام أواخر السبعينات وهي فترة عملي في ميدان الصحافة والاعلام التي توجتها بالارتقاء إلى خطة رئيس تحرير الاخبار بالتلفزة التونسية ، وحظيت بدعم “وزيري” وتشجيعه بل وكان من شدة تواضعه، يشكرني كلما أنجزت برنامجا ناجحا ، و هذا التكريم لا يحصل بسهولة ، سواء مع الحبيب الشطي الذي يعتبر من الرواد في مجال الصحافة المكتوبة وخاصة في جريدة “الصباح” ، وهي من أعرق الصحف الوطنية وأكثرها انتشارا في تلك الفترة، او الشاذلي القليبي ، الأستاذ المبرز في اللغة العربية و والوزير المؤسس لوزارة الثقافة وراعي أهل الفن بمختلف مكوناته،،
رحيل الأستاذ الشاذلي القليبي اليوم هو الذي أتاح لي هذه الفرصة للتقليب في إحدى الصفحات المجيدة من تاريخ تونس الحديث …
رحمك الله سي الشاذلي وجعل الجنة مثواك الاخير!

صوررة من أرشيفي الخاص عن أول اجتماع دوري بين الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي عقد بتونس مطلع الثمانينات برئاسة كل من الشاذلي القليبي و الحبيب الشطي في اطار الشراكة بينهما لخدمة القضايا العربية والإسلامية وفي طليعتها قضية القدس وفلسطين..( في الصورة ، اجلس الثالث على يمين الراحل الحبيب الشطي )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.