الرئيسيةتونس اليوم

حافظ الزواري في مرمى النار…

صدقت توقعات النائب حافظ الزواري وهو ينهي تدخله الهاتفي على راديو جوهرة يوم الثلاثاء الماضي 21جويية فقد دعا الزواري الجيش والامن الى انقاذ الوطن بعد ان غاب صوت العقل ودخلت البلاد في طريق مسدود وقال حافظ الزواري انه كان دعا قبل شهور الى حل مجلس النواب بعد ان استشعر تعطل المجلس وعجزه عن القيام بدوره

وبإلحاح من مقدم البرنامج ليفهم أكثر  وليتفادى التاويلات سيئة النية، قال الزواري”الحل السياسي غير موجود وانا ادعو العقلاء من السياسيين الى الاستعانة بالجيش الوطني لادارة شؤون البلاد”

هنا تدخل مقدم البرنامج مستفسرا  “قد يفهم من كلامك انك تدعو الى انقلاب عسكري؟”

هنا كان حافظ الزواري حاسما قاطعا وواضحا”لا،  انا ادعو الى انقاذ البلاد ولست ادعو إلى  انقلاب عسكري”

يقول حافظ الزواري”علينا ان ننزع الاقنعة، لماذا هذه الحساسية مع الجيش؟ اليس جيشنا الوطني هو الاكثر شعبية ومصداقية من بين مؤسسات الدولة؟

لماذا نخاف من اي دعوة للاستعانة بمؤسسات الدولة من امن وجيش في انقاذ بنيان الدولة دون خرق للدستور

من الغد كان الكرونيكور شكيب الدرويش في الموعد فقد  قال على راديو IFM  ان حافظ الزواري خطر على مدنية  الدولة  والمفروض  محاكمته

صفحة نهضة تونس التي يتابعها اكثر من 500 الفا  نشرت يوم  22 جويلية اي 24 ساعة بعد كلام الزواري صورة لافتة للانتباه في صدارتها النائب حافظ الزواري وخلفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببزته العسكرية        فخليفة حفتر ثم عبير موسي مع تدوينة تنسب لحافظ الزواري كلاما لم يقله البتة وهو دعوة الجبش الى المسك بزمام الامور

وصفحة نهضة تونس من الصفحات القريبة من حركة النهضة تروج لمواقفها وتصرف من اجل ذلك اموالا طائلة في الاستشهار

فما الذي حدث ليتم استهداف  حافظ الزواري الذي  لم يكن يوما خصما ايديولوجيا للنهضة ولا دعا يوما الى سجنهم او تهجيرهم ولم يفسد يوما جلسة عامة او كان متخصصا في نقاط النظام

بل هو نائب هادئ يتكلم ليقول ما ينفع الناس ويحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف الاطياف السياسية يسارا ويمينا ولعل علاقته مع راشد الغنوشي هي التي جلبت له المتاعب و الاستهداف  من كل الاتجاهاتـ فموالو النهضة لم يستسيغوا اقدام الزواري على توقيعه عريضة سحب الثقة  من شيخهم الغنوشي

اما حافظ الزواري فيفصل بين الصداقة الشخصية التي لها واجباتها والموقف السياسي

اما المزايدون فيعيبون على الزواري احتفاظه بعلاقات ودية مع قيادات النهضة وكأن التواصل معهم جهارا جريمة لا تعتفر

هنا يوضح حافظ الزواري” سياسيا انا في موفع مغاير للنهضة ومختلف عنها في الرؤية، لا اتحالف معها ولكني لست عدوا لها  ، فما يجمعنا هو المل المشترك من اجل حياة افضل لابنائنا “

يقول حافظ الزواري ما يفكر فيه دون مواربة، ففي جلسة منح الثقة لالياس الفخفاخ حين كانت”الجموع” تزكي الفارس الجديد، لفت الزواري الانتباه الى فساد الدولة بخطايا التأخير في ميناء رادس والى ملف سما دبي والاراضي التي تبلغ قيمتها اكثر من 8000 مليارا دون ان توضع حجرة واحدة

يعلم  المقربون من حافظ الزواري انه بات منزعجا من اجواء مجلس النواب وانه بات فكر في أكثر من مناسبة  في مغادرة المجلس، هو رجل اقتصاد صنع نفسه بنفسه، لم يلبس جبة غيره ولم يحتم بعائلة ولم يرث سلطانا او نفوذا

كل ما ورثه عن والده “محمد الصغير” القلب الكبير والعمل الدؤوب

صنع مؤسساته بالجهد ولم يسرق يوما عرق اجير ولم يحاول التحيل يوما على الدولة يدفع اداءاته بانتظام ودون اي خزعبلات حتى ان ادارة  المؤسسات الكبرى بوزارة المالية بعت له برسائل شكر لامتثاله الجبائي

وحين تسأل حافظ الزواري عما وجده في السياسة بعد خمس سنوات اولى في مجلس النواب  وتجربة في افاق تونس ثم نائبا للمرة الثانية تحت راية البديل يرد حافظ الزواري” وجدت كل شيء في السياسة، الا الاخلاق”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.