الرئيسيةفي العالم

سلطنة عُمان.. بن علوي يتلقى اتصالين من أشكنازي والرجوب، والسعودية تلازم الصمت

قالت وزارة الخارجية العُمانية إن الوزير، يوسف بن علوي، بحث هاتفيا، الاثنين، مع نظيره الإسرائيلي، جابي أشكنازي، التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، كما تلقى اتصالا آخر من أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، جبريل الرجوب.

وأكد بن علوي على في حديثه مع أشكناي على ” موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، وضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتوافق في ذات الوقت مع الموقف العربي”.

من جهة أخرى، أكد علوي في حديثه مع الرجوب على “عمق العلاقات العمانية الفلسطينية، وجهود السلطنة الاقليمية والدولية الداعمة لفرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط”.

وأعرب الرجوب عن ” تقديرهم واطمئنانهم لدور السلطنة، وسياستها المتوازنة والحكيمة إزاء القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وكانت عُمان من أوائل الدول التي أعربت عن دعمها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل.

وأصبحت الإمارات العربيةالمتحدة أول دولة خليجية تطبّع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل، في اتفاق تاريخي توسّطت فيه الولايات المتحدة وأثار احتمال إبرام اتفاقات مماثلة مع دول عربية أخرى. والتزمت السعودية صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي الصمت بشأن الاتفاق، لكن مسؤولين ألمحوا إلى أنه من غير المرجّح أن تتبع الرياض على الفور خطى حليفتها الإقليمية الرئيسية.

 

تطبيع السعودية مع إسرائيل يتبع حسابات دقيقة

تواجه السعودية معضلة الحسابات السياسية الحساسة قبل أي اعتراف رسمي بالدولة العبرية. وكما حدث مع الاتفاق الإماراتي، فإن هذه الخطوة سينظر إليها الفلسطينيون على أنها خيانة لقضيتهم. لكن المملكة تبدو كأنها بدأت بالفعل تقاربا مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، وهو تحوّل قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حتى عندما أعرب والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن دعمه الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

 وقد يدفع العداء المشترك تجاه إيران إلى جانب محاولات جذب الاستثمار الأجنبي لتمويل خطة التحول الاقتصادي “رؤية 2030” الخاصة بالأمير محمد، المملكة إلى الاقتراب من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

وأحد الركائز الأساسية في “رؤية 2030” هو “نيوم”، المنطقة الضخمة باستثمارات بقيمة 500 مليار دولار على الساحل الغربي للمملكة، بينما يقول خبراء إن إسرائيل قد يكون لها دور فيها في مجالات تشمل التصنيع والتكنولوجية والأمن السيبرياني.

دول الخليج في حاجة للتكنولوجيا الإسرائيلية

قال محمد ياغي الباحث في مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية إن إنشاء المنطقة “يتطلّب السلام والتنسيق مع إسرائيل خاصة إذا كانت المدينة ستُتاح لها فرصة أن تصبح منطقة جذب سياحي”.

ومن المقرر بناء “نيوم” بالقرب من منتجع إيلات الإسرائيلي على طول المياه الحساسة جيوسياسيا للبحر الأحمر وخليج العقبة. وكتب ياغي في ورقة بحثية في افريل  أنّ دول الخليج تسعى بشكل متزايد للحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية لمراقبة مواطنيها ولشراء صواريخ دقيقة لا ترغب الدول الغربية في بيعها لها. وسعت المملكة العربية السعودية إلى إبقاء تقاربها مع إسرائيل بعيدًا عن الأعين.

وعلى الرغم من الصمت الرسمي تجاه الاعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، سعت وسائل الإعلام السعوديةالموالية للحكومة بشكل متكرر لاختبار رد الفعل العام من خلال نشر تقارير تدعو إلى توثيق العلاقات مع إسرائيل.

وكتب الإسرائيلي نافى شاحار الأسبوع الماضي لموقع قناة “العربية” باللغة الإنكليزية “أتوقع مستقبلا ينطوي على إنشاء نظام بيئي مشترك عالي التقنية بين دول (مجلس التعاون الخليجية)، يُعرف باسم وادي السيليكون”. ويشير بذلك شاحار، وهو مؤسس شركة استثمارية تركز عملها على التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، إلى نظير إقليمي لوادي السيليكون في الولايات المتحدة  وقال “الآن، أكثر من أي وقت مضى، من مصلحة إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي زيادة التعاون التجاري”.

 الرياض لا تزال تقاوم ضغوط واشنطن

يرى مراقبون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعم الأمير محمد في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، يتمتع بدور كبير في مسألة حمل المملكة على الاعتراف رسميا بإسرائيل.

لكن يبدو أن السعودية تقاوم ضغوط واشنطن لأنها تواجه عواقب أكثر من الإمارات. قال غاريد كوشنر مستشار ترامب في نهاية الأسبوع “أعتقد أنه من المحتم أن يكون للسعودية وإسرائيل علاقات طبيعية تماما وأن تكونا قادرتين على القيام بالكثير من الأشياء العظيمة معا”.

وأضاف في مقابلة مع قناة “سي أن بي سي” التلفزيونية “من الواضح أن المملكة العربية السعودية كانت رائدة في مجال (التطوير) ولكن لا يمكن تغيير مسار سفينة حربية بين ليلة وضحاها”.

من جهته، قال مارك شناير الحاخام الأميركي الذي تربطه علاقات بالمملكة والخليج لوكالة فرانس برس هذا الاسبوع إن قيادة المملكة لها “آراء متضاربة من جيل إلى آخر”.

واعتبر أنّ “المبادرة الجريئة من قبل الامارات ستقوي نفوذ الاجيال التي ترغب في حدوث ذلك الان”. وتابع “هذا الإعلان من الإمارات سيحوّل العلاقات الحالية غير المباشرة بين السعوديين وإسرائيل إلى علاقات رسمية مباشرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.