في العالم

من بيروت.. ماكرون يلوح بعقوبات إذا تأخرت الإصلاحات

حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الساسة اللبنانيين من احتمال فرض عقوبات إن عجزوا عن وضع البلاد على مسار جديد في غضون ثلاثة أشهر، مكثفا الضغوط الرامية لتطبيق إصلاحات في بلد يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية شديدة.

وقال، ماكرون، في ثاني زياراة إلى لبنان خلال أقل من شهر، إن قادة البلاد تعهدوا بتشكيل حكومة أزمة في غضون أسبوعين للمضي قدما في الإصلاحات الرئيسية.

وبعد لقاء الرئيس، ميشال عون، اجتمع ماكرون بممثلي الكتل السياسية التسع الكبرى في البلاد في ثاني محادثات من نوعها منذ انفجار المرفأ.

وكان من بين الذين التقوا بماكرون ممثلون عن حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة على أنه “جماعة إرهابية”.

وقال ماكرون إن حزب الله، الذي هو جزء من كتلة تتمتع بأغلبية في البرلمان، “ربما يكون في البرلمان بسبب الترهيب ولكن أيضا لأن قوى أخرى فشلت في إدارة البلاد بشكل جيد”، مضيفا “لكن لديهم قاعدة شعبية وهذا هو الواقع”.

وقال ماكرون “مع ذلك “هناك نقاش مع حزب الله يجب البدء به فيما يتعلق بنزع السلاح  وهذا هو بالضبط النقاش الذي دار قبل ساعة ويجب ألا يكون من المحرمات”.

وقال الرئيس الفرنسي قبيل زيارته للبنان إنه يقوم “برهان محفوف بالمخاطر، أنا على علم به… أنا أضع الشيء الوحيد الذي لدي على الطاولة: رأس المال السياسي”.

وفي وسط بيروت قرب المرفأ الذي دمره انفجار ضخم في الرابع من أغسطس آب، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على محتجين تجمعوا خارج البرلمان للتعبير عن غضبهم من سوء الإدارة والفساد الحكومي اللذين جرا لبنان إلى ما يعانيه من أزمات.

وانتشرت قوات الأمن أيضا خارج المكان الذي التقى فيه ماكرون بزعماء سياسيين ودينيين لبنانيين. ورفعت إحدى المجموعات لافتة كُتب عليها “الشرعية من الشعب”.

وقال ماكرون، الذي تفقد المرفأ المدمر إنه يريد من زعماء لبنان “التزامات موثوق بها” و”آلية متابعة دقيقة” وكذلك إجراء انتخابات تشريعية في غضون ستة إلى 12 شهرا.

وأشار في تصريحات سبقت الزيارة إلى أنه في حال عجز زعماء لبنان عن تحويل مسار البلد في غضون الشهور الثلاثة المقبلة، فقد تترتب على ذلك إجراءات عقابية تشمل تعليق مساعدات الإنقاذ المالي وعقوبات على النخبة الحاكمة.

وفي 9 اوت ، تعهدت الجهات المانحة الدولية بتقديم أكثر من 250 مليون يورو (حوالي 300 مليون دولار) كمساعدات طارئة، وذلك خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمته فرنسا والأمم المتحدة، وقال ماكرون إنه مستعد لاستضافة مؤتمر ثان للمساعدات اللبنانية الشهر المقبل.

وقال ماكرون لمواقع إخبارية إنه سيزور لبنان مرة أخرى في ديسمبر.

واستغرق تشكيل حكومة شهورا في السابق، لكن ماكرون قال إنه سيضغط على الساسة كي يتحركوا سريعا في هذا الإطار، مضيفا أنه لن يسمح بصرف الأموال التي تم التعهد بها في مؤتمر للمانحين عام 2018 في باريس دون إصلاحات.

في زيارته الثانية إلى لبنان خلال أقل من شهر ينطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ مساعيه تعدّ “الفرصة الأخيرة” لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي في لبنان. في هذا السياق قال ماكرون خلال مقابلة مع صحيفة بوليتيكو أثناء سفره إلى بيروت أمس الاثنين (الأول من سبتمبر) “إنها الفرصة الأخيرة لهذا النظام” مضيفا “أدرك أني دخلت مقامرة محفوفة بالمخاطر… أضع على الطاولة الشيء الوحيد الذي أملك: رأس مالي السياسي”.

ويضطلع الرئيس الفرنسي بدور محوري في الجهود الدولية الرامية لحث زعماء لبنان على مكافحة الفساد واتخاذ المزيد من الخطوات لإصلاح بلدهم. ويسعى ماكرون إلى إنجاز مهمته والحصول على نتائج سريعة للحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، بإصراره على إجراء “إصلاحات أساسية” للحدّ من الفساد المستشري في قطاعات عدة أبرزها الكهرباء والمرفأ والحسابات المالية.

ويشترط المجتمع الدولي على لبنان إجراء هذه الإصلاحات لتقديم الدعم المالي له. وأبدى الرئيس الفرنسي استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة.

واستبق ماكرون نقاشاته مع القادة السياسيين بالقول “موقفي هو دائماً ذاته: المطالبة من دون التدخّل”، بعدما كرّر دعوة المسؤولين إلى تشكيل “حكومة بمهمة محددة في أسرع وقت”.

وكانت القوى السياسية قد استبقت وصول ماكرون بتكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة،  على أمل أن تهدئ غضب اللبنانيين الذين فاقم انفجار المرفأ المروع نقمتهم على السلطات.

وردا على سؤال حول تكليف أديب، الأكاديمي والدبلوماسي، قال ماكرون الثلاثاء “يجب منحه كل وسائل النجاح”، بعدما كان أكد في وقت سابق أنه “لا يعود لي أن أوافق عليه أو أن أبارك اختياره”.

ويدافع ماكرون عن استراتيجيته هذه برغبته بـ”التحدّث الى جميع الأطراف” وبينها حزب الله، “القوة السياسية الممثلة في البرلمان”، بموازاة تأكيده أنه “لا يوافق” على جزء من “المشروع” السياسي للحزب الذي تعتبره واشنطن منظمة “إرهابية” وتتهمه بعرقلة الإصلاحات.

ويلتقي ماكرون نظيره اللبناني ميشيل عون، ويكتسب لقاؤه مع ممثلي تسعة من القوى السياسية البارزة بينها حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز المدعومة من إيران، أهمية كبرى. ويعتبر لقاء ماكرون برئيس الكتلة النيابية لحزب الله أول لقاء من نوعه يقدم عليه رئيس فرنسي، مع الحزب الشيعي الموالي لإيران، الذي تصنفه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا كمنظمة إرهابية.

ويدافع ماكرون عن استراتيجيته هذه برغبته بـ”لتحدث إلى جميع الأطراف” وبينها حزب الله، “القوة السياسية الممثلة في البرلمان”، بموازاة تأكيده أنه “لا يوافق” على جزء من “المشروع” السياسي للحزب الذي تعتبره واشنطن منظمة “إرهابية” وتتهمه بعرقلة الإصلاحات. وفي هذا السياق قال “بوليتيكو” الأمريكي على الطائرة التي أقلته إلى بيروت، “لا تطلبوا من فرنسا أن تشن حرباً على قوة سياسية لبنانية”، معتبراً أن ذلك “سيكون عبثياً ومجنوناً”.

الرئيس الفرنسي ماكرون مع نظيره اللبناني ميشيل عونماكرون يدافع عن استراتيجيتة بالتحدث مع كل القوى السياسية في لبنان بما في ذلك حزب الله.

وفي خطوة ذات توقيت لافت، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني الثلاثاء مع ثلاث شركات أجنبية، عقوداً تتعلق بـ”التدقيق الجنائي والمالي” في الحسابات المالية للدولة اللبنانية، وهو ما طالب به ماكرون مراراً. ومن المفترض، بحسب مسؤولين لبنانيين، أن ينسحب التدقيق لاحقاً على مؤسسات رسمية أخرى، تنفيذاً لمطلب صندوق النقد الدولي.

Libanon | Emmanuel Macron im Gepräch mit Journalisten (Reuters/M. Azakir)

وبدأ ماكرون نشاطه الثلاثاء من محمية أرز جاج حيث زرع لمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، شجرة أرز. ورافقه 12 تلميذاً من كورال مدرسة الكرمل. وحلّق سرب جوي فرنسي في المكان ناثرا ألوان العلم اللبناني في الأجواء. ومن جاج في قضاء جبيل، انتقل ماكرون على متن مروحية إلى مرفأ بيروت لتفقد عمليات إفراغ أكثر من 2500 طن من المساعدات العاجلة التي أرسلتها بلاده ومنظمات على متن باخرتين.

وكان ماكرون قد استهل زيارته للبنان بزيارة الفنانة فيروز التي تعد رمزاً لوحدة اللبنانيين في منزلها قرب بيروت حيث كان عشرات اللبنانيين في انتظاره خارج المنزل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.