في العالم

مناظرة ترامب وبايدن الأخيرة.. من فاز بالضربة القاضية؟

تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات الرئاسية، الديموقراطي جو بايدن، خلال مناظرة ثانية وأخيرة مساء الخميس (22 أكتوبر 2020) اتسمت بلهجة بناءة واحترام نسبي، لكن لا ينتظر أن تغير كثيراً في معادلة الاستحقاق الرئاسي المقرر بعد أقل من أسبوعين. وبدا ترامب المتخلف عن خصمه في استطلاعات الرأي، راغباً بعكس صورة أكثر انضباطاً بعد مناظرة أولى صاخبة وفوضوية.

وتطرق دونالد ترامب وجو بايدن إلى مواضيع أساسية منها الجائحة والسياسة الخارجية والهجرة والتغير المناخي، في مناظرتهما الأخيرة قبل الاستحقاق الرئاسي الأمريكي في الثالث من وفمبر. وفيما يأتي النقاط الرئيسية في هذه المواجهة:
أزمة كورونا
في افتتاح المناظرة التي أقيمت قبل 12 يوماً على الانتخابات، هاجم بايدن الرئيس الأمريكي بشأن إدارته للأزمة الناجمة عن وباء كوفيد-19 قائلاً إن: “شخصاً مسؤولاً عن هذا العدد الكبير من الوفيات يجب ألا يكون قادراً على البقاء رئيساً للولايات المتحدة”. وتوقّع بايدن أن تواجه البلاد “شتاء قاتماً” بسبب الجائحة التي حصدت لغاية اليوم حياة أكثر من 222 ألف شخص في الولايات المتّحدة.
وردّ ترامب بعد ثلاثة أسابيع من إصابته بفيروس كورونا المستجدّ: “نحن نحاربه (الفيروس) بحزم شديد (..) لدينا لقاح آتٍ، إنّه جاهز، سيتم الإعلان عنه في الأسابيع المقبلة”، متهماً بايدن بالسعي “إلى إغلاق البلاد مجدداً”.
العنصرية
وفي تبادل ناري للحديث حول التمييز العرقي، قال جو بايدن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يصب الوقود على كل حريق عنصري”. وقال ترامب عندما سئل عن الاحتجاجات المتعلقة بالعدالة الجنائية في الولايات المتحدة: “أنا أقل شخص عنصري في هذه الغرفة”. ورد بايدن قائلاً إن ترامب من بين “أكثر الرؤساء عنصرية في التاريخ الحديث”.
ثم أشار ترامب إلى تاريخ بايدن في دعم القوانين التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات السجن، خاصة بين الرجال السود. واعترف بايدن بأنه ارتكب “خطأ” في دعم مشاريع هذه القوانين في الماضي وتعهد بإلغاء أحكام السجن لجرائم المخدرات غير العنيفة والتركيز على إعادة التأهيل.

ادعاءات فساد ابن بايدن

طلب دونالد ترامب من جو بايدن توضيحات حول ادعاءات بالفساد بشأن نشاطات ابنه هانتر في الصين وأوكرانيا عندما كان المرشح الديمقراطي نائباً لباراك أوباما من 2009 إلى 2017. وقال ترامب: “جو، أظن أنك مدين بتفسير للشعب الأمريكي”، مضيفاً: “كنت نائباً للرئيس عندما حصل ذلك وما كان ينبغي أن يحصل”. فردّ عليه بايدن “لم أتلقّ يوماً بنساً واحداً” من أيّ جهة أجنبية. لكن ترامب قال للمرشح الديمقراطي “لا تحاول أن تقدم نفسك على أنك طفل بريء”.
كوريا الشمالية و”هتلر”
كرس جزء كبير من المناظرة للسياسة الخارجية واستغل بايدن الفرصة للتنديد بالعلاقة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون وخصمه الجمهوري. وأكد نائب الرئيس الأمريكي السابق: “ما الذي فعله (ترامب)؟ لقد أضفى شرعية على كوريا الشمالية”، مضيفاً أنّ ترامب تحدّث عن الزعيم الكوري الشمالي “كما لو أنّه صديقه المقرّب، في حين أنّه بلطجي”.
وتباهى ترامب الذي التقى الزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات بما حقّقه على صعيد ملف هذا البلد، معتبراً أنه أبعد شبح “حرب نووية” وأقام “علاقة جيدة جداً” مع كوريا الشمالية. فرد بايدن عليه قائلاً: “الأمر أشبه بالقول إن لدينا علاقة جيدة بهتلر قبل غزوه أوروبا”.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، تعهّد بايدن أن تدفع كلّ من روسيا والصين وإيران ثمن تدخّلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إذا ما فاز بالانتخابات. وقال إنّ هذه الدول الثلاث “ستدفع الثمن إذا ما انتُخبت. إنّها تتدخّل بالسيادة الأمريكية”.

سياسة الهجرة
هاجم المرشح الديموقراطي خصمه بشأن الهجرة، متهماً إياه بانتهاج سياسة “إجرامية” حيال المهاجرين من الأطفال. وكانت منظمة حقوقية ووثائق قضائية كشفت أنّ السلطات الأمريكية فشلت في تحديد أماكن ذوي 545 طفلاً مهاجراً فصلوا عن عائلاتهم عند الحدود الأميركية بموجب سياسات الهجرة المتشدّدة التي بدأت إدارة ترامب بتطبيقها في ماي 2018. وقال بايدن: “هؤلاء الأطفال لوحدهم، ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه (…) هذا سلوك إجرامي”.
التغير المناخي
قال بايدن إنه “سيتحول تدريجياً عن الصناعة النفطية” في حال انتخابه. فرد ترامب ساخراً: “يا له من تصريح!”. وتوجه المرشح الجمهوري إلى الناخبين في ولايات رئيسية يمكن لجو بادين أن ينافسه عليها قائلا: “هل ستذكرون هذا الكلام في تكساس واوهايو وبنسيلفانيا؟”
وأكد ترامب الذي غالباً ما يشكك في تصريحاته بواقع التغير المناخي أن الولايات المتحدة لم تتمتع منذ سنوات بأجواء ومياه “نظيفة” كما هو الحال الآن. واستبعد استخدام مصادر الطاقة البديلة مؤكداً أن طاقة الرياح “تقتل كل الطيور”.
وعلى الرّغم من أنّ النقاش كان ساخناً بين الرجلين اللذين تبادلا الاتّهامات مراراً بشأن ملفّات عدّة، إلا أنّ هذهالمناظرة الثانية بدت أكثر لياقة وأكثر هدوءاً من مناظرتهما الأولى التي جرت في أواخر سبتمبر في كليفلاند بولاية أوهايو وانتهت إلى فوضى عارمة ومشادّة كلامية مفتوحة بينهما.
وقال آرون كال، الأستاذ في جامعة ميشيغن والمتخصّص في المناظرات الرئاسية، لوكالة فرانس برس إنّ “المرشّحين استخلصا بوضوح الدروس من مناظرتهما الأولى”، وأضاف أنّ: “بقاء الأمور على حالها بعد هذه ابايدن، ترامب، المناظرة

لمناظرة سيعتبر على الأرجح خبراً سارّاً لحملة بايدن، الذي يتمتّع بتقدّم مستقرّ في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي الولايات الرئيسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.