الرئيسيةثقافة وفنون

تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية  محمد الباجي قائد السبسي “مراسم افتتاح “كرسي أبي القاسم الشابي مدينة الثقافة، 29 جوان 2018 كلمة السيد محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

سيادة رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي

الأديب الشاعر عبد العزيز سعود البابطين

أصحاب المعالي و السعادة

آل أبي القاسم الشابي

أهل الفكر و الأدب و الشعر

 

نلتقي يا سيادة الرئيس و الشرف الأثيل ما نحن عليه بحضوركم

 

فبدءا أقول بقول من قال :

 

أتقول أم تصغي إلي أقول

رحم الصبابة في الوصال وصول

 

نلتقي، ليلتقيكم الأدباء و الشعراء و أعلام البلاغة و الفصاحة

و من كان متيما بالنهى و الجوى و صفو المعاني

لذا أستعيدها منكم شوقا و نضدا، من ذكرى أب هاشمي شاعر أديب لكم هوته لغة الضاد و شغلته، و لكم كان يسعده اللقاء

هذا اللقاء، لقاؤكم وهو يلقي بينكم أبياتا ترنو حنينا الى  ثواقب الكلم

و جلاياه، يخاطب الشعر و أهل الشعر و الوجد بينهم فاتن و مفتون

 

أمولاي رجع الشعر فيك يجدد

فلا زلت للعليا و لا زلت أنشد

و إذا ما هزني الوجد و الهوى

هوى وطني الغالي الذي فيه أسعد

طربت إلى المعنى يقض مشاعري

فيسعفني منه الذي بت أنشد

أبين و ليس الشعر عندي صناعة

و لا هو منحول و لا متصيد

و لكنه ينبوع صدق نميره

يسيل بروحي فيضه فأنضد

معاني يشدوها الزمان بنغمة

بها الورق في أوكارهن تغرد

بسجع مديد نبره يوقظ النهى

إلى ما به نبل المواقف يرشد

كفى الشعر شعرا أنني قد دفعته

و قاومت إسفافا به يترصد

فإن كنت في إلقائه ذا صبابة

فإني أنا الصب الولوع المعمد

 

فما أبهى اللقاء، و أنتم تشرفون بحضوركم يا سيادة الرئيس علما من أعلام تونس  و تأذنون بإيلاء أبي قاسم الشابي موطنا رمزيـــا و كرسيا معرفيا و موضعا شعريا يليق  بمقامه و اعتباره و وجاهته بين الأمم،  فنعم الحضور و نعم اللقاء وكل التحية و التقدير إلى مجموعة البابطين للإبداع الشعري،  لرجل الثقافة و الأدب الأستاذ الشاعر عبد العزيز سعود بابطين على هذا الاختيار، و أبو القاسم الشابي حاضر اليوم بيننا علم يرفرف، و عمل ينوه به فيرفعه عاليا على مقام التقدير و التبجيل  و الثناء، وهو شاعر فذ في حقل التجارب الشعرية و الإنسانية  و الوجودية عامة و قد ترجمت مدونته إلى لغات عديدة رسمت معالم التزام  فاعل و مؤثر بإرادة فعل و توق و شوق إلى عوالم الحرية و الانعتاق للحياة الفردية و الجمعية.

 

كيف لا و تونس الولادة لا تزال تصل الماضي بالحاضر  لتحدثنا بشواهد التاريخ. شواهد من أدركوا بجليل الإسهام مدونات  الحصري و ابن رشيق و ابن خلدون و ابن منظور و سحنون….

و غيرهم كثير

أعلام رسموا بالإبداع و الآداب و الكتاب ما استطاعوا الى الأمر سبيلا لينجبوا رموز الفكر و الدلالة و الإيحاء، و ما أحوجنا الى هذه الاشراقات لعمل إبداعي و ثقافي حقيقي و متجدد يقاوم ما آلت إليه دنيانا هذه الأيام من نمطية المفاهيم  و تسلط المادة و سطحية المقاربة و تظليل القيم و الأخلاق و الإنسان عامة.

سيادة الرئيس

و نحن في مدينة الثقافة، هذا الصرح الإبداعي الذي أذنتم فأعلنتم

عن الشروع في استغلاله خلال شهر مارس المنقضي

هي الدلالات لا تنتهي و الرموز لا تمحي، و قد بلغ أبو القاسم الشابي بالمجد الثرى و الثريا ،فكل الشكر لكم يا سيادة الرئيس

و الشكر الموصول للأستاذ الشاعر عبد العزيز سعود البابطين

و مؤسسته الثقافية الرائدة في سعيها للتعريف بالتراث الشعري العربي و الإحاطة بأعلامه و منجزه، و لعل “موسوعة الشعراء العرب” لخير دليل ناطق بما لا يدعو للشك عن  هذا المد التاريخي للأستاذ البابطين و مؤسسته  و إسنادهما للفكر العربي أدبا و انشاء و شعرا.

 

يبقى لنا ان نتبين مليا الصبغة الإدارية و القانونية لكرسي أبي القاسم الشابي و مراجعه المؤسساتية الثقافية و الجامعية ذات الصلة، لأن في حسن الإعداد و الإستعداد لهذا المنجز الجديد ما يوفر له أفضل سبل الاستغلال و صيغ التصرف و ديمومة العمل

 

و الله ولي التوفيق

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.