الرئيسيةتونس اليوم

الباجي قائد السبسي في حوار البيض المكسور لقناة القروي: لا يمكن للوضع أن يستمر

“لا يمكن للوضع الحالي أن يستمر أكثر” هي الفكرة الرئيسية التي دار حولها حديث رئيس الجمهورية مع خليفة بن سالم ومعاونه ناجي الزعيري، قلت معاونه وليعذرنا الأستاذ الزعيري لأنه كان في كل مرة يستسمح الرئيس للسؤال ويقاطع المحاور الرئيسي ليفتك منه لحظات لطرح استفساراته على الرئيس، كما أن الكاميرا سلطت الضوء على خليفة بن سالم والتقطت الزعيري من زاوية جانبية…هي تفاصيل، نعم، ولكنها تعني الكثير وقابلة للتوسع في سياق آخر

لم يكن الرئيس في أفضل حالاته، وتلك أحكام الزمن، ولكن فطنته وسرعة بديهته كانتا حاضرتين في لمحات من قبيل رده السريع على الزعيري الذي هم بطرح سؤال قائلا”باش يفهمو التوانسة” فقاطعه الرئيس” إذا تفهم أنت توة يفهموا التوانسة الكل”

كان مقصودا أن تظهر خلف الرئيس  صورة بورقيبة في عز الشباب مبتسما ملء شدقيه، وكان “الباجي”  متصدرا الكادر صورة ثانية  للزعيم”المجاهد الأكبر”  وقد فعل الزمن فعله، ولكن الرئيس كان متماسكا، كان غاضبا، رغم محاولته كظم غضبه، وبدا احيانا متألما شاعرا بغدر من وثق فيهم وربما موجوعا لعدم قدرته على فعل ما يريد

اقر الرئيس بأن الوضع صعب وبأنه لا يمكن لحكومة الشاهد ان تواصل وهي في قطيعة مع القوى الحية في البلاد وخاصة اتحادي الشغل والصناعة والتجارة، وكذلك نداء تونس ، ودعا ضمنيا رئيس الحكومة الى فعل شيء للعودة الى طاولة الحوار وجسر الهوة مع  الأطراف الاجتماعية والسياسية الرئيسية وان لم يفعل فأمامه خياران إما ان يستقيل أو يتجه الى مجلس نواب الشعب طلبا لتجديد الثقة.

وغمز الرئيس إلى الشاهد بأن حكومته في نظر التونسيين هي حكومة النهضة وليس من مصلحته أن يتواصل هذا الانطباع .

لم يقطع الرئيس شعرة معاوية مع رئيس الحكومة وهل كان بوسعه ان يفعلها؟فهو من اطاح بالحبيب الصيد ليأتي بيوسف الشاهد لينتشل البلاد من بئر عميقة، هكذا صورت القصة قبل عامين، فكيف له أن يقول للتونسيين اليوم سامحوني غلطت؟

لوح الرئيس بيديه إلى من هم حول الشاهد فرئيس الحكومة “موش وحدو” وتوعدهم قائلا” اذا ثمة تحويرات كل شيء ياخو بقعتو”

ووجه اصابع الاتهام الى شخص ما لم يسمه بسبب لعبه في نداء تونس وتخريبه لحزب الرئيس ، شخص كان عليه ان يترفع عن لعب هذا الدور بحكم وجوده في موقع الحكم، هكذا قال الرئيس غاضبا.

من كان المقصود بكلام الرئيس؟

قال الرئيس”هو يسمع في ويعرف روحو”

لم يبد الرئيس رضاه على صحة راس الشاهد فلم يسمع له  بشان وزير الداخلية وقرر إقالته، وهو يفكر في 2019 رغم نصح الرئيس له ولغيره بانه من المبكر التفكير في ذلك الموعد وبان من يريد النجاح فليفعل ذلك الان خاصة اذا كان في موقع القرار

بدا الرئيس غاضبا وعاتبا لا يريد نصح احد لا النهضة ولا راشد الغنوشي ولا الشاهد نفسه ولكنه كان يحذر وقديما قيل”  ومن أنذر فقد أعذر ”

احذروا ان تحسبوها بمفردكم فأنا لاعب  رئيسي الى 2019 ولم اقرر  تعليق الصباط ، هكذا قال الرئيس بأكثر من طريقة

نبه الشاهد والمشرئبة اعناقهم الى 2019 إلى ان حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر وأنه مازال الرئيس المنتخب الوحيد القادر على تجميع التونسيين.

هذا أهم ما ورد في حوار الرئيس كما أراده نبيل القروي، ترى ما الذي قاله الرئيس وتم حذفه؟ ليس شرطان أن يكون المحذوف كلاما ممتدا، فالرئيس بارع في الاستعارات والاشارات، والقروي خبير اتصالي يفهم لغة الاشارة ويحسن اللعب بالبيضة والحجر وأغلب الظن أنه لم يترك حتى رمشة عين يمكن أن يفهم منها المشاهد أن الرئيس رحيم برئيس الحكومة، أما أسئلة المحاورين فقد أعدت بعناية لتخدم خطة صاحب القناة وهي زعزعة الشاهد أكثر ما يمكن حتى تسقط حكومته مثل أوراق الخريف …
ولا شك أن الرئيس”الداهية” كان على وعي بخطط مستضيفه تلفزيا ولذلك عمد إلى المشي على البيض دون أن يكسر أي بيضة الا تلك التي اراد كسرها والدوس عليها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.