الرئيسيةثقافة وفنون

على ركح المسرح الروماني بقرطاج: “هاملين” تجربة فنان تونسي يستحق الإنصاف

تعرف الجمهور على “علي الجزيري” في عرض “الحضرة” في نسختها الثانية، عندما أدخل الجانب الغربي في هذا العرض الصوفي وساهم في تجديدها تحت قيادة الفنان “فاضل الجزيري” الذي قدمه للجمهور ممثلا أيضا في فيلميه “ثلاثون” و”خسوف”، ولكن “الجزيري” الابن أراد شق طريقه بعيدا عن والده وقد استبدت به موسيقى الروك والبلوز كما شدته من قبل النغمات الصوفية

كيف السبيل ليمزج هذا بذاك؟ كانت الطريق صعبة شقها من تونس إلى باريس فلوس أنجلس قبل أن يعود من جديد إلى تونس وقد توضحت ملامح المشروع في ذهنه

بعد سنتين من البحث والكتابة الموسيقية وتشكيل الفرقة التي يمتزج فيها الروك بالنفس الصوفي، الباطري والجيتار إلكتريك بالبندير والعود والطبلة قدم “علي الجزيري” ألبومه الأول مع مجموعته “هاملين” التي راهنت عليها الدورة الرابعة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة الأحد 22 جويلية 2018

 

 

علي الجزيري الذي يحمل ما يشبه الاتهام بأنه ابن واحد من أهم الفنانين في تونس (فاضل الجزيري) يبتعد اليوم عن تجربة الأب شاقا طريقه منفردا مع مجموعة “هاملين” التي يخطط للذهاب بعيدا معها، ولكن الأب لم يغب عن عرض ابنه وهو منتجه، جاء قبل انطلاق السهرة، وجلس في الغرفة الفنية يراقب بتركيز تام وبعين الفنان والأب معا تجربة ابنه الأولى على الركح الذي يعرفه الأب جيدا

 

 

وعلى مدى ساعتين من الزمن قدم “علي الجزيري” ومجموعته “هاملين” ثمرة سنتين من العمل متمثلة في عدد من الأغاني التي كتب كلماتها “غسان عمامي” ولحنها كل من “علي الجزيري”، “هيثم بن عطية”، و”ياسين بوداية” مثل “الضو لا”، “دمار”، “بجاه الله يا حب أسمعني”، “هجران”، “أبراج أبراج”، “بني وطني”، “أحوال”، “هاملين”، “عو” التي كتبها لشقيقه الراحل “عمر الجزيري” وكان شديد التأثر في آدائها. إلى جانب “أنا المدلل” و”يا فارس بغداد” وهما من الإنتاجات التي اقترحها في عرض الحضرة لفاضل الجزيري وقدمته إلى الجمهور من أوسع باب

ببرمجته لعرض “هاملين” تنفتح الدورة الرابعة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي على تجربة شاب تونسي يريد أن يحلق عاليا بتقديم الروك ممزوجا بالنفس الصوفي والكلمات التونسية، على الرغم من محاولات شده إلى الوراء لأنه ابن فاضل الجزيري وكأن هذه العلاقة الدموية لا تسمح له بالاجتهاد ولا بمنحه فرصة للعرض في مهرجان قرطاج الدولي مع العلم أن “هاملين” عرضت في قرطاج مقابل عائدات المداخيل وهذا يفسر أن ما يطمح إليه “علي الجزيري” أبعد من كل تلك التلميحات التي تتحدث عن وساطة في البرمجة ودعم مالي من بعض الجهات. هذا الفنان الشاب دافع عن مشروعه هدفه العرض في مسرح كبير والوصول إلى جمهور كان قليل العدد لكنه حتما سيتضاعف إذا استمرت المجموعة بالطاقة نفسه والطموح ذاته

 

كوثر الحكيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.