الرئيسيةثقافة وفنون

الديفا التي لا تشبه أحدا ويجوز لها ما لا يجوز لغيرها: أمينة فاخت تتقاسم جنونها الآسر مع جمهور عاشق

كوثر الحكيري- من لم يرها في الكواليس بعد انتهاء سهرتها، لا يصدق أن تلك السيدة الجميلة التي تجلس في هدوء، تتحدث بصوت هامس وبابتسامة لا تفارق ثغرها، شديدة الحساسية وكلمة حب واحدة تقع في قلبها قادرة على افتكاك دمعة منها، هي نفسها الديفا “أمينة فاخت” التي يثير حضورها المتوهج على الركح الكثير من الصخب الجميل… هي فنانة حقيقية تتقاسم جنونها الآسر مع جمهور عاشق ووفي لها. انتظرها لسنوات طويلة وعندما عادت إليه وجدته في انتظارها شديد الشوق لصوتها ولحضورها المتوهج الجميل
في سهرتها الثانية على ركح المسرح الروماني بقرطاج ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ليلة الثلاثاء 24 جويلية 2018، كانت “أمينة فاخت” أكثر ارتياحا. أشد ثقة في النفس. خطواتها من الكواليس في اتجاه الركح ثابتة. وكانت خاصة أكثر سيطرة على انفعالاتها وتأثرها في مواجهة الحب الكبير في حياتها. جمهورها الذي لم يخذلها ولم يكسرها وبه تزداد جمالا وشبابا يوما بعد آخر
أطلت الديفا في العاشرة ليلا متمايلة مستمتعة بنغمات مقطوعة “عودة الروح” تأليف “محمد الأسود” ونفذتها بحرفية عالية الفرقة الوطنية للموسيقى ثم أدت أولى أغانيها “موعدنا أرضك يا بلدنا” التي ختمت بها سهرتها الأولى يوم السبت 21 جويلية 2018 بطلب من الجمهور. باختيارها لهذه الأغنية الصعبة في افتتاح ليلتها كانت “أمينة” جاهزة لتقديم ليلة استثنائية غنت فيها كثيرا، رقصت، مازحت الجمهور وأعضاء فرقتها. كانت جميلة ومتوهجة، تبث في جمهورها الكثير من الطاقة والحب. كانت الوجوه تلاحقها مبتسمة، مستمتعة بصوتها وإحساسها العالي وبجنونها الجميل وعفويتها على الركح


حضر الحفل الآلاف من الجمهور الذي ملأ المسرح الروماني بقرطاج منذ الثامنة ليلا، وحضر أيضا الفنان “مارسيل خليفة” الذي خصته بالتحية وذكرته بمشروع لم يتحقق بينهما وقد بدا “مارسيل” الذي سيكون له موعد على ركح المسرح الروماني بقرطاج يوم الخميس 26 جويلية 2018 مندهشا من العلاقة الخاصة التي تجمع بين “أمينة” وجمهورها وقدرتها هي على الغناء والسيطرة على صوتها وإحساسها في الوقت الذي كانت فيه الآلاف تشاركها الغناء والمدارج أمامها تهتز تفاعلا
أما أجمل لحظات السهرة وأكثرها تأثرا كانت عندما قطعت الديفا آداءها لأغنية “مستغربين حالي” لتوجه التحية للفنان الكبير “بلغيث الصيادي” الذي حضر سهرتها بدعوة من الدكتور “محمد زين العابدين” وزير الشؤون الثقافية وقالت له “لطالما أحببت عينيك الجميلتين.” ومازحته “هل زوجتك هنا؟ أحبك” وأدت بطريقتها المميزة مقلدة “بلغيث” مقطعا من أغنية “تعلق قلبي طفلة عربية” وهي ترقص وتردد “أحبك أحبك”… موقف مؤثر من فنانة في منتهى الرقة تجاه فنان كبير نتمنى له الشفاء
تماما مثل سهرتها الأولى قدمت “أمينة فاخت” صوتين شابين جميلين الأولى ابنتها “ملكة عويج” والثاني “محمد علي شبيل” وأكدت التزامها بدعم الأصوات الشابة المتميزة
وفي برنامجها الغنائي قدمت الديفا عددا من أجمل الأغاني التي طالب بها الجمهور وأحبها بصوتها مثل “سلطان حبك”، “ودايما”، “ع الماشينة”، “ع جبين عصابة”، “مستغربين حالي”، ومن جديدها أدت “يا بلادي”، “سلطان الغرام”….
تحدثت “أمينة فاخت” كثيرا للجمهور وكلامها دائما عن الحب. ولأنها فنانة وامرأة لا ترتوي من الحب وبه تعيش وتستمر بقوة، منحها الجمهور كل ما تحتاجه من الحب لتعود… عودة الروح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.