الرئيسيةتونس اليوم

بداية من الغد الحبيب الصيد في قصر قرطاج، فهل يمتلئ نصف الكأس الفارغة؟

اعلنت رئاسة الجمهورية اليوم عن استقبال رئيس الدولة للحبيب الصيد وتكليفه بخطة وزير مستشار خاص للرئيس مكلف بالشؤون السياسية، تعيين توقعه البعض واستبعده اخرون

وكنا اتصلنا قبل ايام برئيس الحكومة السابق لتبين حقيقة الامر فكان رده الذي نشرناه في الابان”الذين يتحدثون عن تعييني هم غير الراغبين في عودتي”

يعود الحبيب الصيد إلى دائرة القرار من بوابة قصر قرطاج بعد تجربة اولى في الداخلية في حكومة قائد السبسي بعد الثورة ثم تجربة قصيرة مستشارا امنيا لحمادي الجبالي غادر  إثرها القصبة حتى لا يتورط في سياسات الترويكا في وقتها، ثم عاد الصيد  إلى القصبة  رئيسا للحكومة بعد ان اصطفاه الباجي لهذا المنصب الاهم في الدولة  بعد فوز نداء تونس في انتخابات 2014 غير ان الباجي نفسه فرض عليه الرحيل  في صيف 2016 بعد تقييم اعلنه رئيس الجمهورية اقتضى التغيير الذي جاء بيوسف الشاهد الذي اشتغل كاتب دولة ثم وزيرا في حكومة الصيد

وقتها رفض الصيد ان يغادر من الباب الخلفي وواجه مجلس نواب الشعب الذي سحب منه الثقة ليغادر مرفوع الرأس بعد أن بذل جهده لخدمة البلاد رغم قسوة الضربات الارهابية في عهده .

هو من عين ناجم الغرسلي واليا وهو من اتى به للداخلية وهو ايضا من عزله رغم عريضة 42 نائبا من نداء تونس، أي أنه رجل لا يخجل من الاعتراف بخطئه ، مستعد للاقصى ولكل الاحتمالات مادام الهدف هو خدمة المصلحة العامة، اقنع عبد الرحمان الحاج علي بالعودة مديرا عاما للامن الوطني وتحسنت المنظومة الامنية سريعا بعودته

لم يتردد في اقالة محمد الصالح بن عيسى وزير العدل عندما اقتضى الامر ذلك ….

كانت بوصلته دائما خدمة تونس، زار البلاد شرقا وغربا وتجنب ان يحسب على شق السواحلية ، لم يكن خطيبا مفوها ولكنه حدث التونسيين بصراحة، فتح قنوات التواصل مع الصحافيين ولم ينتظر ان يكتب عنه انه العصفور النادر، ولم تكن له ابواق تلمع صورته كل يوم .

حافظ على علاقة متميزة مع الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة حسين العباسي ولكنه لم يفرط في صلاحياته لاحد ويروي القريبون من الصيد انه حين عزل  وزير الشؤون الاجتماعية  احمد عمار الينباعي القريب من ساحة محمد علي خاطبه العباسي معاتبا قائلا”في الديمقراطيات العريقة يتم التشاور حول منصب وزير الشؤون الاجتماعية بين الحكومة والنقابات” فكان رد الحبيب الصيد”نعم، انا معك، هذا ما يحدث في الديمقراطيات العريقة ولكنك تعرف سي حسين اننا لسنا ديمقراطية عريقة”

وبعيدا عما يردده البعض واستغرابهم كيف يعود الصيد بعد  دفعه إلى الخروج من القصبة مكرها، فإن الحبيب الصيد رجل وطني خدم الدولة منذ كان مندوبا للتنمية الفلاحية ، رجل إدارة دون ان ينقصه الذكاء السياسي وحسن التدبير ، فكيف ستكون علاقته برجال قصر قرطاج ونسائه؟ وكيف ستكون علاقته بيوسف الشاهد قبل كل شيء لأن ملف الشؤون السياسية الذي عهد له به قائد السبسي يعني ان الصيد سيكون المخاطب الاول للفاعلين السياسيين

وفي مقدمتهم رئيس الحكومة نفسه.

مهمة لن تكون يسيرة في جو أزمة خانقة وصراعات علنية واخرى تحت الطاولة، وهو الذي نأى بنفسه طيلة مسيرته المهنية عن المناكفات والجدل ولعبة التحالفات

يباشر الصيد مهامه بداية من الغد وسيرن هاتفه كثيرا للتهنئة وتجديد روابط الود بعد ان تناسى كثيرون الرجل المنشغل بغراسة الزيتون في ضيعته غرب العاصمة، سيباشر الصيد مهامه المفتوحة على كثير من الاحتمالات وعينه على نصف الكأس الممتلئة التي تركها في 2016 هل زادت أو تبخرت؟

ويبقى السؤال، ماهو السيناريو الذي يخطط له الباجي قائد السبسي ليستنجد برجل الثقة المخلص  ليكون بجانبه وعينه الساهرة في قصر قرطاج وعلى قصر الحكومة بالقصبة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.