الرئيسيةتونس اليوم

واخيرا بات للتلفزة التونسية رئيس مدير عام، فماذا بإمكانه أن يفعل؟

 

وأخيرا تصاعد الدخان الأبيض من الهايكا المستقرة في هدوء على ضفاف البحيرة، ليضع نقطة النهاية لمسلسل اختيار رئيس مدير عام للتلفزة التونسية التي ظلت دون أب منذ اقالة الياس الغربي .

منذ لقاء “كبار ” الهايكا برئيس الحكومة لإعلامه بالرأي المطابق بإختيار محمد الاسعد الداهش لقيادة التلفزة التونسية خلال المرحلة القادمة، إمتلات صفحات الفيسبوك بعبارات التهاني للرئيس المدير العام الجديد، ثم ماذا؟

هل إن الداهش كان فعلا الخيار الأفضل مقارنة بالمرشحين الذين لم يقنعا الهايكا؟ ونعني  محمود بوناب وخالد نجاح؟

صحيح ان السيرة الذاتية للداهش كما وردت على موقع الهايكا تمتد على خمس صفحات ، لكن لا بأس من التوقف عند بعض ما ورد فيها:

ورد في السيرة الذاتية للرئيس المدير العام الجديد انه شغل خطة مدير تنفيذ مشروع إصلاح الإذاعة التونسية منذ 2016، فهل سأل أحد عن حال الإذاعة التونسية اليوم؟ هل هي بخير؟

ما موقعها بمختلف قنواتها في نسب الاستماع؟

في أي مناخ يعمل أبناؤها؟

ماهي البرامج التي  يتابعها الجمهور على موجاتها؟

في كلمة هل يوجد إصلاح أصلا في 71 شارع الحرية؟ المرور من نهج الكويت او حتى من وراء الإذاعة من نهج العراق يكشف الكثير عن حال الدار من الداخل؟ فحال الحجر يكشف الكثير عن حال البشر

السيد الداهش شغل أيضا خطة مدير الاتصال في الإذاعة، فماهو منجزه؟

نطرح السؤال ونترك لذوي الألباب المجال للتفكر والتحليل …

معلومة اخرى مهمة تتعلق بمساهمة الرجل في تأسيس قناة الرائد الفضائية باسطنبول؟

أي قناة هذه؟ هل هي مرجع في العمل التلفزيوني؟ هي بإيجاز تلفزة ليبية  تبث من تركيا، ومكان بثها يكفي لنتعرف على هواها ومزاجها وتمويلها  وخطها التحريري، فهل نحن في حاجة الى ثقافة “الرائد ” في مؤسسة عمومية نريدها ان تكون قاطرة الإعلام العمومي التلفزي في تونس؟

لن نعلق كثيرا  على خبرات الرجل خلال سنوات عمله في فلسطين المحتلة  ففلسطين في قلوبنا ولكننا بصراحة لا نريد إعلاما عموميا مثل إعلام اشقائنا “وربي يعاونهم على ماهم فيه ”

لن نعود الى ما قبل 14جانفي 2011 ، فالعمل في الإذاعة او التلفزة في تلك السنوات ليس عيبا او جريمة، ولكن من شغل خطة رئيس شعبة مهنية في التلفزة حتى سقوط نظام بن علي  لا يمكن أن ننتظر منه مشروعا إصلاحيا

بعد انتصار إرادة البسطاء  المقهورين ممن لم يتذوقوا شواء عهد السابع

لقد مارست الهايكا دورها باتقان، واختارت مرشحها الأفضل لا المرشح الأفضل للتلفزة، فمحمود بوناب “موش متاعها” يكفي أنه مدعوم من قصر قرطاج، وخالد نجاح تسنده النقابة العامة للإعلام من خلال الرجل القوي في التلفزة محمد السعيدي ، لذلك كان الأسعد الداهش الاختيار الامثل لجماعة بحيرة البيبان

في كل الأحوال،  نهنئ الرئيس المدير العام الجديد على المنصب غير أننا لسنا واثقين من قدرته على فعل شيء في التلفزة التي تواجه مصاعب مالية جمة، فالشركة التونسية للكهرباء والغاز لم تسدد منذ اربعة اشهر  نصيب التلفزة من معلوم الاذاعة والتلفزة، ويتردد ان موارد التلفزة  حاليا قد لا تكفي لسداد جرايات شهر سبتمبر .

لن نعكر مزاج الرئيس المدير العام الجديد، لنتركه يحتفل بالمنصب الجديد وربما نظم حفل شواء –دأبا على العادة- بمناسبة عيد الأضحى (أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركة) ولن نفسد على المهنئين حساباتهم

سجلنا موقفنا ونتمنى للتلفزة كل الخير ….وان كنا ندرك ان للخير مقدمات لا نرى منها الكثير…

*محمد بوغلاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.