في العالم

الجيش الجزائري يستعين بـ”المارينز” للتدرب على محاربة الإرهاب

حرَّك الجيشُ الجزائري من جديد أسطوله البحري بالقرب من الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، في واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة مع قوات “المارينز” الأمريكية، في إطار برنامج التعاون العسكري بين القوات البحرية للبلدين، على بعد شهرٍ واحدٍ على المشاورات التي جمعت بين وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، ومستشار الأمن القومي للولايات المتحدة، جون بولتون.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية فإن الأمر يتعلق بمناورة بحرية مشتركة مع سرية من قوات “المارينز” الأمريكية في قاعدة جيجل الواقعة شرق البلاد؛ وتهدفُ إلى التنسيق بين قوات البحرية الجزائرية ونظيرتها الأمريكية وتبادل الخبرات في مجال مكافحة تهريب المخدرات عبر الطرق البحرية، ومحاربة الهجرة السرية، والجريمة المنظمة.

وقسمت المناورات الجزائرية الأمريكية على مرحلتين؛ الأولى تمت على رصيف بالقاعدة البحرية الرئيسية بمحافظة جيجل شرق البلاد، نفذت من طرف أطقم مغاوير البحريتين، وشملت تقنيات قيادة الزوارق، إلى جانب مناورات طرق اقتحام السفن المشبوهة.

أما المرحلة الثانية فتم خلالها تنفيذ تمرين بياني بعنوان محاكاة اقتحام سفينة مشبوهة تم الإبلاغ عنها من قبل مراكز الملاحظة، إذ قام أفراد مغاوير البحرية الجزائرية باقتحامها وفق القوانين المعمول بها.

وأورد بيان صادر عقب إطلاق هذه المناورة أنَّ “الجزائر والولايات المتحدة تربطهما علاقات تعاون وطيدة حول المسائل الأمنية والسياسية، مهيكلة في مختلف الآليات، منها الحوار الإستراتيجي على مستوى وزيري الشؤون الخارجية، والحوار حول المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب الذي عقدت دورته الخامسة بالجزائر العاصمة في يونيو الماضي، والحوار العسكري المشترك الذي عقدت دورته الأخيرة في فبراير الماضي”.

وفي السياق سجّل الخبير في العلاقات الدولية نوفل البعمري أن “المناورة العسكرية الأمريكية-الجزائرية لا يمكن إعطاؤها أكبر من حجمها، إذ إنها مناورة عادية من بين عدة مناورات يقوم بها الجيش الأمريكي في إطار الرفع من قدرات بعض الدول على مستوى محاربة الجريمة المنظمة والهجرة السرية”.

وعكس ما حاول الإعلام الجزائري نقله حول كون هذه المناورة ستزكي الحضور القوي للجزائر في المنطقة، يؤكد البعمري أن “الولايات المتحدة الأمريكية لم تعط هذه المناورات أي مدلول سياسي، ولا تعكس أي تغير في نظرتها للوضع في المنطقة، خاصة على مستوى الملفات الحيوية المطروحة، سواء محاربة الإرهاب التي يعتبر المغرب الشريك الأساسي فيها بالمنطقة، أو ملف النزاع المفتعل حول الصحراء، إذ سبق للخارجية الأمريكية أن دعمت بشكل واضح الرؤية السياسية للمملكة”.

ويكمل المحلل السياسي ذاته: “إلى جانب هذه المناورة فإن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بمختلف المعطيات الجديدة التي يحاول النظام الجزائري خلقها من خلال مختلف التغييرات التي حدثت مؤخرا بهدف ضمان تمركز السلطة في يد محور بوتفليقة، وضمان ترشحه للعهدة الخامسة دون أي معارضة من طرف بعض الأصوات في الجيش الجزائري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.