الرئيسيةعالم البيزنس

الخطوط التونسية تعاني ، فهل هي الاستثناء في تونس اليوم؟

كل يوم تفاجئك صفحات الفيسبوك بصور بعضها من مطار تونس قرطاج الدولي وبعضها الاخر مزور، صور لقوارير الماء الملقاة ولبقايا الاوراق المتناثرة لتنساب التعليقات سبا وشتما في موظفي الخطوط التونسية وإدارتها
وتاتيك فيديوهات كثير منها لمواطنين تونسيين بالخارج يقولون إنهم تعرضوا لسرقة اغراضهم ولعلهم محقون في قولهم وآخرون يقدمون دروسا لجمهورهم الفيسبوكي، ولا يتردد بعضهم في القول”هانا خليناهالكم وهجينا”
لم ار ايا من فرسان الفيسبوك يسأل من القى قوارير الماء؟ من تسبب في اتساخ المطار ؟ وقياسا على السؤال نفسه من يلقي بأكوام القمامة في كل مكان ؟ من يتبول في الزوايا المظلمة ومن يركن سيارته على ناصية الشارع وعلى سكة الميترو؟
هل هي البلديات والشرطة البلدية والشرطة البيئية -وكلها مقصرة في أداء عملها- ، لا ، إنه المواطن القادم من بلاد المهجر والمستقر على مدار العام ، ينظف بيته ويلقي فضلاته امام منزل جاره ، فالشارع ليس شأنه ، إنه مشكلة الاخرين اما هو فبريء من الوسخ المحيط بنا براءة الذئب من دم سيدنا يوسف
نعم، إن الخطوط التونسية تعاني مثلما تعاني البلاد امراضا شتى، فأين مسؤولوها؟
مسؤولو الخطوط التونسية ليسوا قادمين من المريخ، إنهم توانسة “كيفنا كيفهم” وهم في غالبيتهم اكفاء بدءا برئيسها المدير العام ابن الجيش الوطني إلياس المنكبي، وصولا إلى قادة الطائرات المهرة مرورا بتقنييها ومضيفاتها ومضيفيها
لكن هل يملك الرئيس المدير العام القرار وحده في الشركة؟
إنه مكبل بالقوانين ، فنحن نريد من الخطوط التونسية ان تكون تنافسية ولكن أي إجراء تقوم به يمر وجوبا بمسارات لا تنتهي من المراسلات وطلبات العروض والجلسات والنقاش مع النقابات بانواعها، ويمر الوقت وتتواصل المعاناة؟
تجهيزات بالية في مطار تونس قرطاج الدولي؟ من يتحمل وزرها؟ ديوان المطارات أو الخطوط التونسية للخدمات الارضية؟ لا يهم ، فالقرار مشتت في المطار، كل يتحكم في جزء، خدمات ارضية وخطوط تونسية للتقنية وشرطة وديوانة وشركة تموين وديوان مطارات ….
من المسؤول في النهاية عن الوضع ؟ إنه الرئيس المدير العام والخطوط التونسية فهل هذا عادي؟
يوم امس كان احد زملائنا عائدا من ميلانو على متن الخطوط التونسية، تاخرت السفرة ساعة ، في الوقت نفسه تأخرت سفرة احدى شركات الطيران من المطار نفسه خمس ساعات وأكثر(الصورة المصاحبة) ، بطبيعة الحال كانت زفرات الركاب التونسيين هي الأعلى واصبح كل واحد يفتي دون ان يكلف نفسه عناء التثبت او السؤال عن سبب التأخير
و لماذا تتأخر الطائرات عموما؟

لوفيغارو الفرنسية تحدثت قبل ايام عن الموضوع وخصصت صفحتها الاولى للسماء الاوروبية التي عمتها الفوضى ، ولكننا لم نسمع او نشاهد فيديو يسب ايا من شركات الطيران الاوروبية ، فنيل الحقوق والدفاع عنها عند الاوروبيين حيث بلاد الكفر يكون عبر الوسائل القانونية اما نحن في بلاد الايمان حيث الشعب مسلم ولا يستسلم فقد إختار بعضنا صهوة الفيسبوك ليتقمص شخصية المصلح
وما أكثر المصلحين في بلادنا وما أقل ما يتم إصلاحه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.