كان يوما جميلا، يلعن بو هاك النهار
نشر الصحفي عبد الدايم السماري تدوينة على صفحته الفيسبوكية عن مشاهداته في مطار تونس قرطاج ، وكعادته كان عبد الدايم رشيقا ولاذعا وساخرا تلك السخرية السوداء
قبل يومين كنت في مطار قرطاج عائدا بعد إجازة قصيرة غلب شرّها على خيرها.. شاهدت تغيرات عميقة ومبهرة في المطار.. الطريق إلى المطار يعبق برائحة الياسمين.. بوابات الدخول رحبة جميلة، ووجوه العمال باسمة مستبشرة.. عربات الحقائب في كل مكان، والصفوف مممتدة بمنتهى النظام.. ابتسامة موظفة التسجيل أوسع من مدخل ايرباص.. الاجراءات سريعة خاطفة.. وهناك تسامح واضح في بعض الوزن الزائد، بحكم تعمد المسافرين سيئي النية مثلي بغلق حقائبهم بأقفال ثقيلة، خشية الإشاعة المغرضة حول سرقة أمتعة خلق الله..
[metaslider id=2149]
في الداخل، كل شيء مرتب جميل، والمقاهي والمطاعم تكاد تبتسم في وجه المسافرين رغم الإضراب الذي لا يسمح ولو بقارورة ماء.. في الطريق إلى باب الطائرة، صوت نسائي يتغنج طالبا من المسافرين عدم التدخين في “المحطة الجوية”، وإلا تعرضوا للعقوبة.. والحقيقة الاستجابة واسعة كما أشهد، لولا رائحة السجائر الخارجة من مكاتب الشرطة والديوانة..
في الطابور المنظم للدخول إلى الطائرة، عجوز تونسية راقية جدا تخترق الصفوف، متأففة من السفر في رحلة بعيدة، وتقول إنها في هذا العمر لم تتعود سوى السفر إلى فرانسا، لأنها تحبها، ولأنها قريبة، ولأنها تعرف كل شبر فيها، أكثر حتى من المأسوف على شبابه الجنرال ديغول. داخل الطائرة، هدوء وأصوات خافتة.. لا عراك، ولا حقائب تتطاير في السماء، ولا مشاريع “خنيفري” مؤجلة حتى تنطلق الطائرة..
يعني كان يوما جميلا بكل المقاييس. يلعن أبو هذاكه النهار!