المسابقة الرسمية لمهرجان كان: عن فيلم بنات الشمس، النوايا الطيبة لا تصنع فيلما جيدا
بنات الشمس” فيلم للمخرجة الفرنسية إيفا حسين يشارك تحت راية فرنسا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام، أما الإنتاج فهو فرنسي بلجيكي جورجي وسويسري ، عن وحدة نسائية كردية تتكون من رهينات كرديات تم تحريرهن من الدواعش بعد أن تم التنكيل بهن
تشكلت هذه الوحدة المقاتلة بقيادة”بحار” التي تقوم بدورها الممثلة الإيرانية غولشيفتاه فرحاني واحدة من المع الممثلات في جمهورية ايران الاسلامية، رشحت سنة 2014 لسيزار افضل ممثلة واعدة وعملت تحت إدارة ناصر خمير في فيلم بابا عزيز وهي اول ممثلة إيرانية تدخل عالم هوليود منذ ارتقاء الخميني الى سدة الحكم عام 1979
تبحث بحار عن ابنها الذي فقدته مثل كثيرات، ففي ليلة واحدة تم اختطاف سبعة الاف امرأة وطفل على يد الدواعش امام دهشة العالم الحر أو خوفه او تواطئه
يعاني الفيلم خللا واضحا في بنائه الدرامي، يتعطل السرد في الفيلم بين اعتماد تقنية الفلاش باك للتعرف على سيرة بحار ومتابعة الاحداث الانية التي تكثر فيها المصادفات ، وتشكل شخصية الصحفية الفرنسية ماتيلد عقبة كاداء امام المشاهد فهي تحول دون إدراك رؤية المخرجة نفسها ، هي بمثابة الحاجز بين المخرجة والجمهور تتدخل حين ينبغي أن تسد فمها وتظهر على الشاشة لتضايق في الكادر شخوصا أكثر أهمية في بناء الفيلم ، ويزيد الثقل بمونولوغ النهاية على صوت ماتيلد وهي تخاطب الضمير الإنساني الميت منذ سنين طويلة على الاغلب ، لنقلها بالفلاقي ، كلام اقرب الى الحشو وضربان اللغة منه الى لغة سينمائية تميل بطبعها الى التكثيف والاستعارة
قصص بطولات المقاتلات الكرديات قد يكون فيها شيء من المبالغة، وأين الضرر في ذلك ؟ ربما لا نميل الى تصديق تلك القصص فكيف لامرأة جميلة ان ترفع البندقية في أعالي الجبال؟ ننسى جميلة بوحيرد الجزائرية التي حاربت المحتل الفرنسي حين كان الرجال رجالا ، لا يفكرون بالنصف السفلي من أجسادهم
ولكن جمال المقاتلة الكردية وشجاعتها لا يمكن ان يبررا كل شيء، تدخل الجيش الأمريكي في الوقت المناسب ، أين كان ملائكة الجيش الأمريكي حين سبيت النساء تحت انظار العالم الحر بأكمله ؟
الحقيقة أن الفيلم الفرنسي” بنات الشمس” جدير بأن يلغى من ذاكرة مهرجان كان حفظا لماء الوجه .
ومعذرة إن اضعنا وقت القارئ الكريم …
محمد بوغلاب