حالة استنفار قصوى في ميلانو بحثا عن سجين تونسي
لا تزال السلطات الإيطالية بميلانو تكثف بحثها عن السجين التونسي الذي فرّ قبل يومين من إحدى مستشفيات المدينة.
“أنا لا أريد أن أموت في السجن” هي الجملة التي غالبا ما كان يكررها “محمد ب.ب .ع”، السجين التونسي الذي هرب من إحدى مستشفيات مدينة ميلانو والمحكوم عليه بعقوبة تصل إلى 30 سنة. وتتابع التحقيقات وحدة التحقيقات المركزية التابعة لشرطة السجون، التي ينسقها رئيس فرقة مكافحة الإرهاب ، ألبرتو نوبيلي والمدعية العامة إيلاريا بيرينو في مسارات مختلفة.
وفيما تكثف السلطات البحث عنه، فإن هناك فرضيات كبيرة وضعت للأماكن التي يتصور أن يكون فر إليها، فلم يكن لدى الرجل المتواجد في إيطاليا منذ حوالي 15 عاما، أي شخص معروف في ميلانو، وعلاقاته تحددت سابقا بين جهة ماركي وإيميليا رومانيا، حيث كانا يعيش شقيقاه، وهما حاليا في السجن.
ومع ذلك ، لا يُستثنى المحققون أنه ربما وجد ملجأً في لومبارديا وربما قد يكون قد تلقى مساعدة من أشخاص معروفين بسجن أوبرا ، حيث كان قد مضى على تواجده أقل من عام. الفرضية الأخرى هي أن رحلته ستكون صعبة إلى وسط إيطاليا، دون توفره على المال والوثائق ولهذا السبب قامت السلطات بوضع الزوجة الإيطالية السابقة وإبنتهما تحت المراقبة في المناطق الداخلية خاصة بمدينة “فيرمو”.
سيناريو آخر نقلته الصحافة المحلية هو أن السجين، في الواقع ، كان لديه علاقات سيئة مع الزوجه السابقة، وهناك خوف من أن يؤذيها، وقد تم إعتقاله فيما مضى، -من بين أمور أخرى- ، لمحاولته خطف الطفلة. ولكن لا يمكن إستبعاد حتى رحلة جوية إلى بلدان أجنبية، خاصة وأن المحتجز يشكل خطرا بحسب السلطات، بعد أن بدت عليه علامات التطرف في المراحل الأخيرة، الأمر الذي أوجد عدة مشاكل في السجون.
وتقول نفس المصادر إن السجين الفار حاول بالفعل قتل نفسه في الزنزانة شهر مارس الماضي خلال جلسة إستماع في بولونيا، إذ قام بإبتلاع شفرة حلاقة قبل بضعة أيام ، وتم إدخاله إلى مستشفى “فاتيبينفراتيللي” للمرة الأولى. ولأنه ابتلع شفرة حلاقة، جعل الأمن شبه متأكد من أنه ربما كان بالفعل يخطط للهروب مما جعل السلطات تقوم بفتح تحقيق داخلي.
[metaslider id=2149]
وكشفت الصحف الإيطالي أن السجين التونسي يدعى ” ع.م.بن.ب” يبلغ من العمر 43 يقضي عقوبة بالسجن حتى سنة 2032 بتهم تتعلق بالإتجار بالمخدرات على الصعيد الدولي. وحسب نفس المصادر فإن السجين فر بطريقة هوليودية من نافذة غرفة إحدى المستشفى، تاركا الضباط الذين يحرسونه في الخارج.
وجاء نقل السجين لتلقي العلاج بعد أن إبتلع شفرة حلاقة داخل السجن مما إضطر السلطات لإحضاره بسرعة. وكانت السلطات بمدينة ميلانو قد وصفت السجين بـ”المتطرف والخطير”، وكان محتجزا في قضايا مخدرات بسجن “الأوبرا” حيث إستغل إنشغال حراسه الثلاثة ليطلق ساقيه للريح، دون أن تعثر له السلطات عن أي أثر، فيما تم الإعلان عن حالة إستنفار قصوى بالمدينة للبحث عنه.
وذكرت الصحف المحلية أنه وزيادة على قضايا المخدرات التي يتابع بها، فقد لوحظ تطرفه في الآونة الأخيرة الشيء الذي يجعل منه شخصا خطيرا، حسب السلطات الأمنية. هذا وأطلقت السلطات تحذيرات من أن يكون السجين الهارب قد إلتحق بأشخاص أو ما وصف ببيئات متطرفة بالبلاد فيما تم الإعلان عن حملات بحث في كل التراب الإيطالي.