كله من شورّب…
بقلم الاستاذ نادر الحمامي
أخيرا وبعد تحليل عميق لبنية مجتمعنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية تبيّن لدى الملاحظين والمتابعين الغيورين على الوطن وأبنائه بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ سبب تفشّي العنف عندنا هو مسلسل عليّ شورب، وأن عائلتنا بحمد الله ومنّته كانت خالية من العنف قبل بث هذا المسلسل، نعم كان الحوار الهادئ يسود أسرنا، ولا وجود لعنف لفظي ومادي ومعنوي في عائلتنا، كان أطفالنا قبل رمضان ينعمون بإحاطة نفسية متميّزة، وكنّا سبّاقين إلى الوقوف على الخصائص النفسية لأطفالنا ومراحل تطور بناهم الذهنيّة، الأمر الذي أذهل جان بياجي رحمه الله وبدا لاكن قزما أما فرويد ويونغ فألحّا على أن يدرسا عندنا. كنا قبل مسلسل شورب مجتمعا رائعا مسالما متسامحا فتآمر الإعلام علينا ليخرجنا من جنّتنا، وكان أطفالنا يطالعون بانتظام ونصطحبهم إلى المسارح وقاعات السينما والنوادي والأوبرا، كانوا جميعهم يعزفون القيثارة والعود والهرمونيكا، وينظفون أسنانهم قبل النوم ويمارسون السباحة وركوب الخيل والغولف، لا ألعاب إلكتورنية لديهم، أما الكمبيوتر فلا يقربونه، ولا نضع أمام أعينهم إلاّ ما هذّب من البرامج وثقّف، ولكن دارت الدوائر وأنتجوا لنا مسلسل علي شورب فوسوس في عقول أطفالنا الأبرياء فأزلهم وأخرجهم من دفء العائلة السعيدة المنسجمة البشوشة.
نسأل الله حسن الخاتمة
[metaslider id=2149]