محمّد صلاح وهوياتنا “الواحلة في شعرة”
مواقف العديد من أطياف مجتمعنا كشفت مدى بؤسننا الهووي، فجأة وبقدرة قادر، أصبح أغلب رواد المقاهي والمتابعون لكرة القدم وغير المتابعين أيضا يعشقون فريق ليفربول الأنجليزي، بل إنّ الكثير منهم قد جبل على حبّه “وأبواه يمدردونه أو يبرشلونه أو يجفنتسونه”، كان ذلك قبل نهائي كأس رابطة الأبطال الأوربية التي يستمتع بها أهل القارة القديمة ويتصارع حولها بنو جلدتنا، واحتدم الصراع مع ارتفاع نسبة الحبّ بفضل مطلع النور المصري صلاح، وغزت صور تحنّثه وتبرره بالطائرة يقرأ ما بين الدفتين، وسجوده شاكرا الله بعد كل هدف ما رماه هو لكن الله رمى، ومن لم يؤمن بنبوته آمن بعروبته على الأقل فامتلأ قلبه وكبده بعشق الفريق الأحمر الذي صامت مدينته اقتداء بمن بعث في الأنجليز رسولا قادما من بلاد الكنانة. أمّا بعد الإصابة في النهائي فقد “ارتدّ” البعض واعتبروا الأمر عقابا إلهيّا، كيف لا وقد أفطر صلاح دون عذر شرعيّ، وزاد الأمر هولا، فامرأته لا تلبس الحجاب، وهذا لا يغتفر، في ما واصلت جماعة المؤمنين المتمسكين بالفطرة والعروة الوثقى نصرة الهادي المهدي، فطفقوا يدعون آناء الليل وأطراف النهار وفي قيام الليل والتهجّد والتراويح على المعتدي راموس وهو من الكفرة الفجرة عندهم وقد وشم على زنده الإشبيلي نجمة داود، وفتشوا له في دفاتره القديمة على قذاراته وما ارتكبه من “جرائم” في حق لاعبين آخرين، وتوصّل آخرون إلى سبب الإصابة فلا هو إفطار صلاح ولا سفور زوجته، ولا هو ابتلاء إلهي، ولا هي قذارة راموس، إنّها العين، والعين حقّ. أمّا نحن “فحوتة وخمسة وقرن غزال علينا”.
*تدوينة للاستاذ نادر الحمامي
[metaslider id=2149]