جيناهاشي…
في الوقت الذي نتخاصم في ما بيننا “نحن جماعة قتلكشي أنا…؟” و”منّي تقرع” حول المرجعيّات والنظريّات وفلسفة الحقّ وعلاقة الحقّ بالواجب، ومن هو الإنسان، وما المقصود بالهويّة والثقافة إلى غير ذلك من المسائل الكبرى التي لا يمكن إنكار أنّها مهمّة ولكنها قد لا تعني شيئا في المستوى العملي، شرع المعارضون لمبدأ الإقرار بالحقوق الفرديّة والمساواة في عقد اجتماعاتهم وندواتهم المدعومة ماليّا إذ تنظم في نزل من فئة خمس نجوم لا أقل، وتتخيّر من تقرير الحريّات الفردية والمساواة، الذي قد نختصم في ديباجته وتأصيله ونعتبره تلفيقا ولاتاريخيّا ولا حداثيا وحتّى رجعيّا، قلت: تتخيّر القوى المعارضة له ما لا يمكن أن يقبله المجتمع التونسي بحكم بنيته الذهنيّة والثقافيّة فتقدّم فصوله في شكل مشوّه يلعب على أوتار فساد الأسرة، والتشريع للمثليّة الجنسيّة، واختلاط الأنساب، والتعدّي على القرآن وعلى ثوابت الدين إلى غير ذلك من هذه الأسلحة الفتّاكة التي لا يمكننا مهما نظّرنا ودرّسنا وبسّطنا وأجهدنا أنفسنا بيداغوجيّا أن نقنع الناس بأنّ كلّ ذلك يدخل في باب التخويف والتشويه، وانّ كلّ ما قالوه غير صحيح. هذه الأسلحة المدمّرة هي التي استخدمتها اليوم “التنسيقيّة الوطنيّة للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة”، كذا اسمها، نعم. وستكون للقاء هذه التنسيقيّة وما صرّحت به تبعات، سنرى الحملات الكبرى، والتكفير اليومي، والتشويه في كلّ لحظة، وسنستمع للخطب على المنابر في تحالف دغمائي لا انفصام له. وعليه فإنّه علينا ترك نظرياتنا العبقريّة جانبا، وتناحرنا الذي لا يزيد المعارضين لحقوق الإنسان والحريّات إلاّ قوّة وصلابة، ولنفكّر معا في طرق لفرض ما جاء به تقرير لجنة الحريّات الفرديّة والمساواة، ويمكننا بعد ذلك أن نتجادل بل نتخاصم ونحن أفراد أحرار متساوون في ظل القانون، هذا أفضل بكثير من أن نتناطح الآن كأكباش القطيع