بابا نويل كيف بدى في العصور الأولى؟.. تعرف على قصته
بلحية بيضاء وقبعة حمراء وعربة تجرها الغزلان وابتسامة تسر الناظرين، يبدو “بابا نويل” الرجل العجوز في مخيلة الأطفال ليلة رأس السنة الميلادية، يبحثون عنه في الشوارع ينتظرونه أمام نوافذ بيوتهم، يتحسسون بآذانهم دقاته على الأبواب أو خروجه من المدفأة.
يقول قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية إن بابا نويل هو القديس نيقولاوس أسقف ميرا، وهو أحد رموز العطاء الممثلة لعيد الميلاد المجيد.
لكن ماذا عن قصته وصورته في العصور الأولى للمسيحية؟
هو القديس نيقولاوس “سانتا كلوز”، وقد وُلد لأبوين أثرياء ربياه تربية دينية ورعوية، ثم ترهبن في دير وعاش حياة الرهبنة إلى أن رُسم قسًا في التاسعة عشر من عمره.
نذر حياته لأعمال الرحمة، بعد وفاة والديّه تاركين له ثروة كبيرة، وتدرج في المناصب الكنيسية إلى أن وصل إلى درجة أسقف بآسيا الصغري في بلدة ميرا الرومانية، التي تقع الآن في تركيا في القرن الرابع الميلادي.
ولد عام 270 ميلادية وتوفى في 343 ميلادية، واشتهر بأنه بابا نويل لحرصه على توزيع المال والهدايا على الأطفال والمحتاجين والفقراء ليلًا.
وتحتفل الكنائس بعيده كقديس في 6 ديسمبر، بالكنائس الغربية، والكنائس الشرقية الأرثوذكسية في 19 ديسمبر.
وتجر الإشارة إلى أن يوم الاحتفال بعيد نيقولاوس هو يوم وفاته.
وتقول مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” في تقرير لها عبر موقعها أمس بعنوان: “من القديس نيقولاوس إلى سانتا كلوز”، إن سواء كان اسمه سانتا كلوز أو القديس نيقولاوس، فإن الجميع يعرف قصة هذا الرجل ذي القوام الممتلئ الذي يأتي بالهدايا.
وتضيف: “الجميع يحتفل في السادس من ديسمبر بعيد القديس نيقولاوس في أوروبا، لكن صوره لا تشبه تلك الصور الشهيرة للرجل العجوز ذي اللحية البيضاء، الذي عاش في القرنين الثالث والرابع الميلادي وهو قديس يوناني الأصل”.
وتشير المجلة: إلى أنه في عام 1200 وضع المؤرخ جيري بولر في كتاب سانتا كلوز سيرة ذاتية قصة بابا نويل، وقال إنه اشتهر كراعي للأطفال يحمل الهدايا السحرية.
واشتهرت صورة وقصة القديس نيقولاوس الشهيرة، كرجل عجوز يوزع الهدايا، بعدما كتبه الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور؛ إذ كتب قصيدة بعنوان “زيارة من القديس نيقولاوس”، وذلك عام 1823.
ويقول موقع “مركز القديس نيقولاوس “St Nicholas Center”، إنه عقب وفاة والدا نيقولاوس الأثرياء، حرص على الالتزام وطاعة نصيحة السيد المسيح “بع كل مالك ووزع على الفقراء”، ولذا كرس نيقولاوس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين، ليُعرف أنه يحب الأطفال وكريمًا.
وتحت عنوان: “إرث القديس نيقولاوس.. لماذا قصته تستحق أن تروى؟”، كتب بيل بينيت في موقع “فوكس نيوز”، إن هناك قصة قديمة عن ذلك الأسقف المسيحي الذي عاش في القرن الرابع الميلادي في مكان يقع في تركيا الأن.
وبيل بينيت هو السكرتير السابق للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان لشؤون التعليم، وهو رئيس المكتب القومي لمكافحة المخدرات في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وهو مؤلف كتاب “القديس نيقولاوس الحقيقي.. لماذا هو مهم في عيد الميلاد؟”.
ويقول بينيت، إنه في القرن الخامس عشر الميلادي، تم تخصيص 2500 كنيسة ومستشفى ومدرسة وعمل فني له في أوروبا.
وتقول صحيفة إكسبريس البريطانية، إن بابا نويل هو شخصية أسطورية معروفة لدى الأطفال.
وتحكي صحيفة “ذان صن” البريطانية، أن القديس نيقولاوس كان رجل سخي وكريم وربما هذا ما أدى لشهرته الآن في شكل بابا نويل.
وتضيف: “يوم عيد القديس نيقولاوس هو موعد لأن يعطي الناس هدايا لمن يحبونهم، ويسردون القصص عن كرم هذا القديس، عن ذلك الرجل الذي تخلى عن ثروته من أجل الفقراء، وكرس حياته كرجل للخير من أجلهم ومن أجل المحتاجين”.
وتذكر الصحيفة أن والديه توفيا وهو شاب إثر وباء، وأنه دفع ثمن زواج فتيات لم يستطع والدهن دفعها لفقره؛ لأنهم كن سيتحولن إلى بغايا.
مثلما اشتهر بابا نويل، ألقى ثلاثة أكياس بها نقود على نافذة منزل والد الفتيات، الأمر الذي أنقذه من إذلال اضطر أبيهم إليه في الطرقات، وبسبب تلك المعجزات التي نُسبت للقديس، صار يُنظر إليه كصانع للعجائب، ليصبح أسطورة تقدم الهدايا السرية للناس ويترك عملات معدنية في أحذيتهم التي يتركونها أمام أبواب بيوتهم.
تقول الصحيفة، إنه مع ذلك فإن الصور الأولى له في القرون الأولى للمسيحية أظهرته رجل صارم وقائد.
وتوفى في 343 ميلادية، وجرى إعلانه قديسًا بعد موته نتيجة لأعماله الخيرية، ولذلك شاعت قصته إلى الآن كأب يقدم الهدايا للأطفال؛ إذ يضع الأطفال أحذيتهم أمام المدفأة ـ التي شاع أن بابا نويل يأتي عبرها ـ أو أبواب منازلهم انتظارًا لهداياه.