الرئيسيةثقافة وفنون

تونس عاصمة الثقافة الاسلامية: حين يلغي الوزير البرنامج ليحافظ على مقعده

تونس عاصمة الثقافة الإسلامية عن العالم العربي ستكون عنوانا للروحانيات، عنوانا للمعمار الإسلامي، عنوانا للأدب والفنون. ستكون عاصمة للاجتهاد والتجديد. عاصمة لارتقاء السياسات الثقافية الجديدة”.
هكذا تحدث وزير الثقافة الذي يتأهب لمغادرة مكتبه خلال اسابيع قليلة عن تظاهرة “تونس عاصمة الثقافة الإسلامية عن العالم العربي” خلال ندوة صحفية انتظمت صباح يوم الثلاثاء 19 مارس 2019 بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، بحضور الدكتور “عبد العزيز التويجري” المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة/ ووعد الوزير المغادر بأن تتواصل فعاليات التظاهرة على امتداد عام كامل بين لقاءات وندوات  اصدارلات وغيرها …

غير أن الامور جرت بطريقة مغايرة، فبعد   افتتاح التظاهرة في 21مارس  بعرض لسليم الصنهاجي وبرمجة زيارة للضيوف قبل يوم عبر  مسلك ثقافي بالمدينة العتيقة ينطلق من ساحة الحكومة بالقصبة إلى نهج القصبة فمقهى الشواشين وجامع حمودة باشا وسوق البركة نحو سوق العطارين، جامع الزيتونة، دار حسين أين سيتم تقديم معرض وعرض للرشيدية وانتهاء بساحة القصبة مع عرض “الزيارة” لسامي اللجمي ، عرض تأجل بسبب العوامل الجوية ، فإنه لم ينتظم أي شيء يذكر مما أعده فريق العمل ويضم اساسا الاساتذة محمد الحداد وعبد الحميد لرقش-قبل أن يغادرا الوزارة ويتركاها واسعة وعريضة – ثم فوزي محفوظ مدير عام المعهد الوطني للتراث،

كان يفترض ان يمتد البرنامج على كامل سنة 2019  ويشتمل على حفلات فنية وعروض سينمائية ومسرحية وندوات فكرية ومعارض وأمسيات شعرية وبرامج لترميم المعالم التراثية الإسلامية وتأهيلها وإصدارات مكتبية وبرامج شبابية ومسابقات إبداعية، إضافة إلى الأسابيع الثقافية للبلدان الإسلامية بتونس.

وجاء في الوثيقة التي اعدها الاستاذان لرقش والحداد” ستكون هذه التظاهرة فرصة لإبراز الدور الذي قامت به تونس، عاصمة البلاد التونسية منذ الموحدين والحفصيّين، في تطوير الثقافة الإسلامية وتجديدها، وما شهدته من تطور عمراني وثقافي على مرّ العصور، وهي التي تضمّ المدينة العتيقة، وتعتبر من أكثر المناطق الإسلامية التي تمت المحافظة على طابعها العريق رغم انتشار المعمار الحديث حولها، لتقف شاهدة إلى اليوم على الأصالة التونسية المتعايشة مع الحداثة، من خلال جامع الزيتونية أقدم الجامعات بالعالم الإسلامي، ومن خلال المدارس المحيطة به، ومن خلال مقامات الأولياء والصالحين، وأبواب المدينة، والقصور والمنازل التاريخية، والمعالم الكبرى للحركة الإصلاحية الحديثة التي تذكر بالريادة التونسية في مجال الدستور وحقوق الإنسان والتعليم والطباعة والصحافة.

لن تكون تظاهرة “تونس عاصمة الثقافة الإسلامية” مجرد تجميع لنشاطات مختلفة، بل ستعمل على تقديم رسالة قوية ومتجانسة تؤكد اعتزاز تونس بماضيها الإسلامي في جوانبه الحضارية المشرقة والمستنيرة، ومساهماتها في إثراء الحضارة والتراث الإسلاميين، كما  ستكون أيضا فرصة لتطوير السياحة الثقافية من خلال برنامج استقطاب الزائرين من بلدان إسلامية للاطلاع على المعالم الإسلامية في كل المدن التونسية والإقامة في المنازل العتيقة المهيأة للغرض (maison d’hôtes). وسينتظم بهذه المناسبة عرض دائم عن الرحّالة الذين مرّوا بتونس ووصفوها في كتبهم. كما سيطلق برنامج تأهيل للمدينة العتيقة التي تشهد على أهم المحطات التاريخية الإسلامية، ثقافة ومعمارا، والمصنفة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وإضاءة أبوابها وأهم معالمها على مدار السنة.

وستتمحور الفعاليات المبرمجة على المحاور التالية:

أولا: تونس عاصمة الروحانيات

ويشمل هذا المحور برنامجا لترميم معالم صوفية، وحفلات إنشاد صوفي، وندوة فكرية دولية موضوعها “التصوف رافد للحوار الحضاري بين الشعوب”، وإصدار كتاب مصوّر حول المعالم الصوفية بتونس.

ثانيا: تونس عاصمة الفكر والعلوم

ي من خلال مجموعة من الأعلام، مع التركيز على شخصيتين استثنائيتين، الأولى ابن خلدون، وسيفتتح بالمناسبة المتحف المخصص له في المنزل الذي قضى فيه صباه بالمدينة العتيقة، والثانية ابن الجزار الذي ابتدع الطب الشعبي فرعا من فروع العلوم الطبية، وستقع بالمناسبة إعادة طبع كتابه “طب الفقراء والمساكين”.

ثالثا: تونس عاصمة المعمار الإسلامي

يتضمن هذا المحور الإعلان عن برنامج لترميم وتأهيل مجموعة من المعالم الأثرية الأساسية بمدينة تونس، وتنظيم احتفالية بمناسبة الذكرى الأربعين لتصنيف تونس في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، بالإضافة إلى تنظيم ندوة عن المخطوطات الإسلامية بتونس ومعرضا للنقود التونسية في العهد الإسلامي ومعرضا لتطور الأزياء والملابس وترجمة كتاب في تاريخ الأزياء التونسية.

إصدار كتاب يتضمن اهم المعالم الاسلامية لمدينة تونس(في صور)

رابعا: تونس عاصمة الأدب والفنون

يهدف هذا المحور إلى الاحتفاء بأعلام الأدب التونسي، قديما وحديثا، وتنظيم عروض فنية مختلفة (سينما، مسرح، رسم ونحت، الخ) ومسابقات إبداعية. وسينتظم معرضان للغرض عنوانهما “تونس في عيون الشعراء” و”تونس في عيون السينمائيين”.

خامسا: تونس عاصمة الاجتهاد والتجديد

يهدف هذا المحور إلى إبراز حيوية الاجتهاد والتجديد في الثقافة التونسية من خلال ظاهرة “الصداق القيرواني” للتعريف بهذا التراث الذي مكّن المرأة منذ القديم من الاعتراض على تعدّد الزوجات، ومن خلال الاحتفاء بثلاثة أعلام من الفكر الإسلامي التونسي وهم الطاهر الحدّاد ومحمد الخضر حسين ومحمد الفاضل بن عاشور( إصدار محاضراته المتوفرة في ارشيف الاذاعة التونسية في كتاب بالمناسبة)

سادسا: تكريمات

الناشر الراحل الحبيب اللمسي(دار الغرب الاسلامي) لمساهمته في إثراء المدونة الفكرية الاسلامية طيلة عقود

الاستاذ محمد الحبيب الهيلة لمساهمته في  تحقيق المدونة التراثية

ترك الوزير كل هذا البرنامج جانبا لانه خشي ان يغضب منه احد او يثير حفيظة احد من كلمة تقال في ندوة او محاضرة او فيلم يثير جدلا او اغنية لا تروق لشق سياسي، كان يريد ارضاء الجميع فعلق برنامج التظاهرة الى غاية اعلانه يوم 7نوفمبر عن اختتام تونس عاصمة الثقافة الاسلامية منتصف ديسمبر القادم

مرت التظاهرة كئيبة صامتة فلا صفحة فيسبوك ولا موقع واب ولا حتى مجلة حائطية على جدران مكتب الوزير المغادر، وعلى الجميع ان يلزم الصمت وان لا يسال احد، وميزانية التظاهرة؟ فيم انفقت ومن استفاد منها؟

وبأيحق يتلاعب الوزير بتظاهرة دولية كان يمكن ان تستقطب اهم المفكرين والباحثين والجامعيين من دول العالم الاسلامي؟

انه الخوف من كل شيء وخاصة الخشية من فقدان كرسي الوزارة الذي جعل الوزير  يكتفي بحفلي افتتاح واختتام في تظاهرة حكان يفترض ان تستمر عاما كاملا ، دون ان نغفل عن مجسمات ابواب مدينة تونس التي القي بها امام مدينة الثقافة من ناحية شارع محمد الخامس ليتحول جانب منها الى حطام

نكتفي بهذا القدر لنترك المجال للموظفين الخائفين على مواقعهم ليشاركوا في وليمة نفاق جديدة على صفحة فيسبوك المغادر للرفع من معنوياته وهو يهرول من حفل الى حفل يفتتح ويختتم دون ان يسال عن المحتوى ان وجد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.