نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مقطع فيديو جديداً يُصوِّر مسلحيه وهم يعدمون 11 مسيحياً في نيجيريا.
حسب ما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، فإن ذراع الجماعة الإرهابية في غربي إفريقيا، نشر المقطع على تطبيق تليغرام بعطلة «يوم الصناديق»، الموافق الخميس 26 ديسمبر، وظهر فيه رجال ملثَّمون بأقنعة سوداء ويرتدون زياً موحَّداً، وهم يقطعون رؤوس 10 أسرى معصوبي الأعين، وضربوا آخر بالرصاص.
لم تكشف الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «ولاية غرب إفريقيا» التابعة لـ «داعش»، والمُنشقة عن جماعة بوكوحرام، تفاصيل هويات الأسرى، لكنها ذكرت في فيديو سابق، أنَّ الضحايا اختُطِفوا من ولايتي بورنو ويوبي، في شمال شرقي نيجيريا، حيث يقاتل المسلحون منذ سنوات لتأسيس دولة الخلافة المزعومة لـ «داعش».
إعدام أسرى انتقاماً لقتل أبو بكر البغدادي
وفقاً للصحفي الذي أرسل الفيديو إلى الصحيفة أحمد سلقيدة، قال أحد أفراد الوحدة الإعلامية للجماعة: “قتلناهم انتقاماً لقتل زعمائنا، ومن ضمنهم أبو بكر البغدادي، وأبو الحسن المهاجر [المتحدث باسم التنظيم]».
في حين أشار بعض المحللين إلى أنَّ الجماعة تعمدت أن تتزامن عملية القتل هذه مع احتفالات أعياد الميلاد (الكريسماس)، يقول سالكيدا إنَّ الأرجح أنها تأتي تزامناً مع الاشتباكات الحديثة في المنطقة، عقب سلسلة من الهجمات شنها المقاتلون المتشددون قرب مدينتي مايدوغوري ودماتورو.
غرَّد سالكيدا على تويتر قائلاً: «من الواضح أن كلتا الجماعتين الإرهابيتين (تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا وبوكو حرام) تريدان استخدام رمزية يوم عيد الميلاد لإيصال رسائلهما. وهي مصادفة؛ لأن الفصيلين دخلا اشتباكاً في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وأوقعا عدداً من الخسائر».
وفقاً لشبكة Reuters البريطانية، فقد أظهر المقطع الذي نُشر في وقت سابق، الأسرى الذكور كافة وهم يناشدون الجمعية المسيحية النيجيرية والرئيس محمد بخاري، التدخل لإنقاذهم.
صرَّح كابيرو آدمو، المحلل الأمني، لشبكة BBC البريطانية، بأن الهدف من نشر هذا المقطع يُحتمل أن يكون السعيَ لإيقاع الفرقة بين مسلمي ومسيحيِّي البلاد، والضغط على الحكومة للرد على مطالب الميلسشيات.
ارتفاع عنف المتشددين في نيجيريا
من جانبه قال الرئيس بخاري، في بيانٍ، يوم الجمعة 27 ديسمبر إنه «شعر بحزن وصدمة عميقين لوفاة الرهائن الأبرياء بأيدي عصابة من القتلة الجماعيين عديمي الرحمة والدين، والذين وصموا الإسلام بسمعة سيئة بسبب أعمالهم الوحشية. ينبغي ألا نسمح للإرهابيِّين، تحت أي ظرف، أن يُقسِّمونا من خلال قلب المسيحيين على المسلمين، لأن هؤلاء القتلة الهمجيِّين لا يمثلون الإسلام ولا ملايين المسلمين الآخرين الملتزمين بالقانون في جميع أنحاء العالم».
مع أن نشر المقطع جاء من قبل وكالة أعماق التابعة لـ «داعش»، يشير الخبراء إلى أن علاقة «الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا» بـ «داعش» اسميةٌ بشكل أو بآخر، حيث لا تتلقى الجماعة على الأرجح سوى قليل من التمويل أو الدعم من حلفائها في الشرق الأوسط.
لكن الأمم المتحدة حذَّرت من أنَّ عنف المتشددين في نيجيريا زاد خلال الأشهر الستة الماضية. إذ أدان أنطونيو خوسيه كانهاندولا، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الوكالة، ممارسة المتشددين المتزايدة لنشاط إقامة نقاط تفتيش وهمية وخطف المدنيين.
عشرات الرهائن بيد تنظيم داعش في إفريقيا
يُعتقد أن «الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا» تحتجز عشرات الرهائن، غالبيتهم من الجنود، وعمَّال الإغاثة، ومن ينحازون إلى الحكومة علناً.
جاء المقطع الأخير، في الوقت الذي أدان فيه كانهاندولا وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الإعدام المزعوم لعشرات المدنيين على طول الطريق الرابط بين بورنو ويوبي، في الـ23 من ديسمبر/
في اليوم ذاته، أعلنت وسائل إعلام محلية أن الجيش النيجيري تمكَّن من قتل 30 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا»، ومن بينهم قائد رئيس، في أثناء محاولتهم غزو داماتورو.
في الـ24 من ديسمبر قُتِلَ جندي نيجيري في أثناء دفاعه عن منزل الرئيس السابق غودلاك جوناثان، الريفي في ولاية بايلسا خلال هجومٍ شنَّه مسلحون.
قال كانهاندولا، الذي دعا الحكومة إلى بذل مزيد من الجهد في مكافحة تصاعُد العنف، وحماية المدنيين، إن 160 ألف إنسان نزحوا من منازلهم في عام 2019 فقط؛ بحثاً عن مأوى بمخيمات اللاجئين المكتظة بالفعل.