اتهمت كندا وبريطانيا وأمريكا إيران بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية بصاروخ، في الوقت الذي تصر فيه طهران على نفي الاتهامات، مؤكدةً أنها تأتي ضمن «حرب نفسية» ضدها، في وقتٍ توجه دول العالم أعينها إليها بعد مقتل أبرز قائد عسكري لديها في غارة أمريكية، ومحاولتها الرد باستهداف قاعدة عسكرية لواشنطن في العراق.
كندا: الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني بشكل غير متعمد
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت في إيران في حادث أودى بحياة 176 شخصاً من إيران وأوكرانيا وكندا والسويد وأفغانستان وألمانيا وبريطانيا -سقطت بصاروخ إيراني على الأرجح، مشيراً إلى معلومات من مصادر كندية وغير كندية.
إذ قال ترودو في مؤتمر صحفي في أوتاوا، الخميس 9 جانفي 2020، إن سقوط الطائرة التي كانت تقل 63 كندياً «ربما لم يكن متعمداً»، ومضى قائلاً: «لدينا معلومات من مصادر متعددة منها حلفاؤنا وأجهزة استخباراتنا. والدلائل تشير إلى سقوط الطائرة بصاروخ أرض/جو إيران».
كانت طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية المتجهة من طهران إلى كييف قد تحطمت، يوم الأربعاء 8جانفي 2020، بعد دقائق من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران، بعد ساعاتٍ من إطلاق طهران صواريخ باليستية على أهداف أمريكية بالعراق. وقال ترودو إن حكومته لن تهدأ قبل أن تلمس شفافية وتتحقق العدالة.
بريطانيا تنصح بعدم السفر لإيران بسبب «صاروخ أسقط الطائرة»
اليوم الجمعة 10 جانفي 2020، نصحت بريطانيا بعدم السفر إطلاقاً إلى إيران، لأن هناك معلومات توحي بأن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت ربما سقطت بصاروخ إيراني.
إذ قال وزير الخارجية دومينيك راب: «نظراً لكتلة المعلومات التي تشير إلى أن رحلة الخطوط الدولية الأوكرانية رقم 752 سقطت بصاروخ إيراني أرض/جو، ونظرا لاحتدام التوتر، فإننا ننصح الآن جميع المواطنين البريطانيين بعدم السفر إلى إيران».
كذلك نصحت في بيان صادر عن وزارة الخارجية بعدم استخدام الرحلات الجوية إلى إيران أو منها أو داخلها، وتابع قائلاً: «هناك حاجة ملحة لإجراء تحقيق كامل وشفاف حتى نتبين سبب الحادث».
أمريكا أيضاً «متيقنة» من سقوط الطائرة بصواريخ إيرانية
في وقت سابق الخميس 9جانفي ، قال مسؤول أمريكي مستشهداً بمراجعة مكثفة لبيانات بالأقمار الصناعية إن واشنطن خلصت وبدرجة عالية من اليقين إلى أن صواريخ مضادة للطائرات هي التي أسقطت الطائرة. وقال المسؤول إن أجهزة الرادار الإيرانية تعقبت مسار الطائرة البوينغ 737-800.
كما صرح ثلاثة مسؤولين أمريكيين لـ «رويترز» بأن حكومة الولايات المتحدة تعتقد أن إيران أسقطت الطائرة على سبيل الخطأ. وقال أحد المسؤولين إن البيانات أظهرت أن الطائرة كانت قد حلقت في الجو لدقيقتين بعد الإقلاع من طهران عندما تم رصد علامات حرارية منطلقة من صاروخين أرض/جو.
فيما أضاف المسؤول أن ذلك أعقبه انفجار في محيط الطائرة. وقد أشارت بيانات العلامات الحرارية إلى اشتعال النار بها ثم سقوطها. والعلامات الحرارية هي انبعاثات تحت الحمراء ترصدها الأقمار العسكرية الأمريكية.
كذلك ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنها حصلت على تسجيل مصور يظهر صاروخاً إيرانياً يصيب طائرة قرب مطار طهران وأنها استوثقت منه.
أما إيران فتنفي
لكن إيران التي سرعان ما أعلنت عقب الحادث مباشرةً أنه وقع نتيجة خلل فني -نفت أن تكون الطائرة قد أصيبت بصاروخ بعد الاتهامات الكندية الرسمية.
إذ قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن «كل هذه التقارير حرب نفسية تستهدف إيران.. بوسع كل الدول التي كان لها مواطنون على متن الطائرة أن ترسل ممثلين ونحث بوينغ على إرسال ممثل لها للمشاركة في عملية فحص الصندوق الأسود».
فيما قال مسؤول إيراني إن بلاده دعت الهيئة الأمريكية لسلامة النقل للمشاركة في التحقيق وإن الهيئة وافقت على تكليف محقق بالمهمة.
كذلك دعت طهران لتبادل المعلومات معها بشأن الطائرة المنكوبة، إذ نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي قوله: «نطالب رئيس الوزراء الكندي وأي حكومة أخرى لديها معلومات عن حادث التحطم لتسليمها للجنة التحقيق في إيران».
سفارة أوكرانيا اعتبرته خللاً فنياً ثم تراجعت
اللافت أيضاً في هذه الاتهامات والردود عليها حول سبب سقوط الطائرة، أكان نتيجة خلل فني أم نتيجة صواريخ إيرانية، هو تراجع سفارة أوكرانيا في إيران عن بيانٍ نشرته، صباح الأربعاء 8جانفي 2020، اعتبرت فيه أن سبب السقوط كان خللاً في المحرك.
إذ حذفت السفارة بيانها الأول عن أن سبب سقوط الطائرة من طراز بوينغ 737-إن جي نتيجة عطل فني، وهي الرواية الإيرانية الرسمية التي خرجت في الساعات الأولى من الحادث، دون أن تشير السفارة في بيانها الجديد الذي نشرته بعد وقتٍ قصيرٍ من البيان الأول إلى سبب السقوط، وقالت إنها تنتظر إجراء تحقيق عن الأمر.
في الوقت ذاته، حث رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونتشاروك بعدم التكهن بأسباب سقوط الطائرة، قبل تحديد سبب تحطمها بشكل رسمي. خاصةً أن الجانب الرسمي الإيراني أكد أيضاً أن الطائرة سقطت دون أن ترسل إشارات استغاثة.
كانت بعض الصحف، وأبرزها Daily Mail البريطانية، قالت بعد الحادث مباشرةً إن الطائرة قد تكون تعرضت لانفجار، بسبب سرعة صعود الطائرة ثم توقفها فجأة، خاصةً مع تزامن سقوط الطائرة مع إطلاق إيران أكثر من 15 صاروخاً باتجاه قاعدة «عين الأسد» الجوية العسكرية الأمريكية، بمحافظة الأنبار، غربي العراق، ما جعل البعض يتكهنون بأن تكون الطائرة أصيبت بصاروخ بالخطأ.