القضاة في حكومة الجملي وليلة الخسران ،صرخة القاضي عمر الوسلاتي
ماذا كسب القضاة من قبول فكرة وجودهم في حكومة مقدر لها أن تسقط ؟ او ربما كان مهندسوها،! وعرابوها يعلمون ذلك وكان عليهم بحكم مسؤوليتهم في الدولة ان يعوا تلك العواقب التي لا يرتكبها غير الهواة في عالم سياسي يقف على طرفي نقيض! لم أكن قادرا أن أتابع حجم تلك المعاناة التي مر بها القضاة وتكبدوها على امتداد جلسة عامة وهم يجلسون في قفص الاتهام السياسي ولم ينفعهم ويا خيبة المسعى كل ذلك الكلام الذي قيل فيهم لمن اقترحهم لتولي مناصب سياسية هامة(وزارات السيادة ) في البلاد فقد يدعي كثيرون مقارنة بالمحامين الذين يحكمون منذ الاستقلال اذا نحن قضاة -حسب البعض طبعا- أولى بمصلحة البلاد بعدما الت إليها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،ولم يقدر كل المتحمسين لمصاهرة السلطة السياسية _التي تنبؤ بالفشل لطبيعة المشهد ذاته- من عواقب ذلك الزلزال الذي ضرب صغيرنا قبل كبيرنا في ليلة الخسران الكبير لصورة القضاة ،وادخلنا في معركة نحن نعلم انها خاسرة بحكم عدم خبرتنا بتظاريسها المتقلبة لقد انقلبت كل تلك الصورة فاضعفنا الطمع في السلطة السياسية على حساب القضاء كسلطة مستقلة دعامة لدولة ديمقراطية مدنية تقوم على سيادة القانون فنتباعد عن الاحزاب وعن التيارات السياسية لقد سقطت الحكومة ولكنها للاسف أسقطت معها ما يحفظ ماء وجه السلطة القضائية في مواجهة العامة في المستقبل القريب .