لماذا رفض حفتر التوقيع على اتفاق إطلاق النار؟
رفض المشير خليفة حفتر، التوقيع على بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفروض أن يمضي عليه في موسكو رفقة فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وعندما أعلنت الدبلوماسية الروسية خبر رحيل حفتر دون التوقيع على الاتفاق، لم تعط أي تفاصيل عن الأسباب التي جعلته يترك موسكو على عجل من دون لقاء غريمه السراج ولا التوقيع على الاتفاق المبدئي الذي كان قد يوقف الاقتتال على طرابلس ولو لمدة زمنية محدودة إلى حين الوصول إلى اتفاق شامل.
عناوين صحفية فرنسية، أشارت إلى أنها حصلت على ما وصفته بـ”تسريبات” كشفت بعض النقاط التي بسببها رفض حفتر التوقيع وفضل المغادرة لليبيا.
صحيفة “ميديابارت” المعروفة بتحقيقاتها العميقة قالت إن حفتر سيوقع على الاتفاق مع الحكومة المؤقتة في برلين، مؤكدة أنه رفض التوقيع في موسكو لرفض تركيا، وهي الراعي الثاني للاتفاق إلى جانب روسيا، إضافة بند في الاتفاق يوصي بحل الميليشيات المسلحة في طرابلس والتي تدعم القوات الحكومية.
وسائل إعلام أخرى أكدت أن دولا تدعم في الخفاء المشير حفتر، هي من نصحته بعدم التوقيع في موسكو بالتحديد، بينما أكد متابعون أن ذلك غير صحيح.
دبلوماسي سابق: حفتر يعتقد أنه سينتصر عسكريا
السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت كتب على تويتر قائلا إن “حفتر ومن يدعمه يعتقدون أن بإمكانه الانتصار عسكريا”، وهو السبب وراء تعنته وعدم توقيعه بنود الاتفاق.
بينما كتب المبعوث الخاص السابق لواشنطن في ليبيا، والخبير بمركز “ميدل ايست انستيتوت” جوناثان واينر في تغريدة على تويتر قائلا إن ما “ما لاحظته وما أبلغني إياه كبار المسؤولين في الدول الأجنبية التي دعمته في السابق، فان الديكتاتور ليس ملكا لأحد”.
محللون آخرون لم يستبعدوا وجود اتفاق سري بين أنقرة وموسكو لم يرق لحفتر ومؤيديه.
وتقول كلاوديا غازيني عن مجموعة الأزمات الدولية “يمكن أن يكون لدى الدولتين اتفاقية “تحت الطاولة” لإعادة تشكيل سياسي محتمل في ليبيا” لصالح زيادة نفوذ أنقرة وموسكو.
جريدة “لوموند” الفرنسية أثارت في السياق ذاته عدم رغبة حفتر في الاعتراف بالتواجد التركي في ليبيا عبر التوقيع على اتفاق يدعم ضمنيا الوجود العسكري التركي المرفوض دوليا على نطاق واسع.
ليبيا.. بين أسلحة بوتين وطموح أردوغان
وبصرف النظر عن المكاسب الجيوسياسية وامتيازات الحصول على النفط الليبي، تأمل روسيا في إيجاد سوق لأسلحتها وقمحها، كما لتركيا أيضا أهدافها في مجال الطاقة بفضل اتفاقية موقعة مع حكومة السراج.
وتعرضت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا لانتقادات حادة خصوصا في اليونان ومصر وقبرص لأنها تسمح لأنقرة بالقول إن لها حقوقا في مناطق واسعة في شرق البحر المتوسط.
وإثر رفض حفتر التوقيع، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهددا طيب “بتلقين درس” للمشير حفتر إذا استأنف هجماته ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وقال في خطاب أمام نواب حزبه “لن نتردد أبدا في تلقين الانقلابي حفتر الدرس الذي يستحقه إذا واصل هجماته ضد الإدارة المشروعة وضد أشقائنا في ليبيا”.
تهديد أردوغان جاء في وقت أعلنت فيه ألمانيا عن احتضانها مؤتمرا دوليا ترعاه الأمم المتحدة حول ليبيا الأحد المقبل.
مؤتمر برلين.. الفرصة الأخيرة؟
المؤتمر سيعرف مشاركة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات العربية المتحدة وتركيا والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
وتخشى دول الجوار الليبي، خاصة تونس والجزائر بالإضافة إلى أوروبا، تحول ليبيا إلى “سوريا ثانية”.
بينما تتخوف دول الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي الصراع في ليبيا إلى تضاعف تدفق المهاجرين على حدودها لأنها استقبلت في السنوات الأخيرة مئات الآلاف من المهاجرين الفارين من النزاعات في العالم العربي.