أكد عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، أنه “سيوقف التفاهمات مع إسرائيل إذا لم تؤت ثمارها”. هذا فيما أعلن فيه الجيش تأييده للبرهان، الذي شدد، حسب الجيش، أن لقاءه مع بنيامين نتنياهو تم بعلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.أعلن الجيش السوداني الأربعاء (الخامس من فيفري 2020) دعمه لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد لقائه المفاجئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا. وأيد الضباط الكبار في القوات المسلحة السودانية هذا اللقاء بعد اجتماع في الخرطوم. وقال العميد عامر محمد الحسن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية لفرانس برس: “عقد اجتماع بالقيادة العامة وأمن على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا ومخرجاته بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني والسودان”
وقال متحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة إن اللواء عبد الفتاح البرهان أكد، أن لقاءه نتنياهو جاء من أجل المصلحة العليا للسودان، وأنه عقد بعلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
ومن جانبه، أكد عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، اليوم الأربعاء أن اللقاء سيسهم في اندماج السودان في المجتمع الدولي. وقال البرهان إن السودان يعمل من أجل مصالحه، دون التعارض مع عدالة القضية الفلسطينية، مضيفاً “سنوقف التفاهمات مع إسرائيل إذا لم تؤت ثمارها”.
وقال البرهان إن هناك محادثات تحضيرية سبقت اللقاء بثلاثة أشهر تمت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وفقاً لشبكة سكاي نيوز العربية. وأوضح البرهان أن الهدف من اللقاء هو “رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب”، وذكر أن اللقاء تم بعلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل عقده بيومين. وأكد أن “السودان الآن يمر بضغط اقتصادي ويحتاج لقرارات جريئة ترفع من الواقع الذي يعانيه الشعب السوداني” وقال: “نتوقع أن يعود علينا بفوائد كبيرة”.
ومن جانبه، قال أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات إنّ “اللقاء (بين البرهان ونتنياهو) طعنةٌ في ظهر الشعب الفلسطيني وخروج صارخ عن مبادرة السلام العربيّة، في وقت تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب ونتنياهو تصفية القضيّة الفلسطينيّة”.
والتقى البرهان نتنياهو الاثنين في مدينة عنتيبي الأوغندية من دون أن يبلغ مسبقا مجلس السيادة الانتقالي الذي تألف قبل بضعة أشهر إثر إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في افريل 2019 بعد حراك احتجاجي غير مسبوق.
ولا تقيم الخرطوم، على غرار العديد من العواصم العربية، علاقات مع إسرائيل. والتزم السودان مدى عقود المقاطعة العربيّة لإسرائيل بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية. وعقب حرب عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، إضافة إلى الجولان السوري وسيناء المصرية، عقد القادة العرب في الخرطوم قمّة عرِفت باسم “اللاءات الثلاث”، أي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض” مع إسرائيل.
من جهة اخرى أعلن مدير إدارة السياسة الخارجية في مجلس السيادة السوداني، رشاد فراج الطيب السراج، الأربعاء 5 فيفري 2020، استقالته من منصبه؛ احتجاجاً على لقاء رئيس المجلس عبدالفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لماذا الخبر مهم؟ الطيب السراج ذو منصب مهم في مجلس السيادة السوداني الذي يحكم السودان الآن ويترأسه عبدالفتاح البرهان، لذلك فالاستقالة كاشفة لردود الفعل على اللقاء الشهير بين بنيامين نتنياهو والبرهان.
السراج، قال في بيان استقالته، إنه «بعد سنوات حافلة بالعطاء من أجل وطني وشعبي العظيم، أجد اليوم عسيراً ومستحيلاً على نفسي الاستمرار في موقعي كمدير لإدارة السياسة الخارجية، إذ يتعين عليَّ أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس الشريف، ويقتل أهلنا في فلسطين».
أضاف: «أمانة التكليف تقتضي أن أقدم استقالتي قبل أن أرى أعلام الكيان الصهيوني ترفرف على القصر الذي قُتل فيه (تشارلز جورج) غردون (لواء بالجيش البريطاني قُتل بالخرطوم) من قِبل المجاهدين من أبناء السودان، الذين قاتلوا وكلاء الاحتلال وبذلوا دماءهم مهراً للحرية».
تبرُّؤ من اللقاء الشهير: الطيب السراج قال: «أعلن بصفتي مديراً لإدارة السياسة الخارجية بمجلس السيادة الانتقالي، براءتي أمام الله ورسوله والمؤمنين من ذلك الفعل (لقاء البرهان ونتنياهو)، كما أعلن أنني لم أعد مديراً لتلك الإدارة».
يُذكر أن مكتب رئاسة الوزراء في إسرائيل كشف على «تويتر» الإثنين 3 فيفري 2020، عن لقاء نتنياهو والبرهان في أوغندا، مضيفاً أنهما اتفقا على «بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين».
ترحيب حكومي: من جانبه، رحّب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الأربعاء، على صفحته بـ «فيسبوك»، بـ «التعميم الصحفي» الذي أصدره البرهان حول اجتماعه مع نتنياهو، لكنه استدرك أن «العلاقات الخارجية من مهام مجلس الوزراء».
في حين أدان «تجمع المهنيين السودانيين» اللقاء واعتبره «تجاوزاً خطيراً» للسلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية. كما قالت قوى «إعلان الحرية والتغيير»، في بيان، إن اللقاء يشكل «تجاوزاً كبيراً للسلطة التنفيذية».
باستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
تحقيق المصلحة العليا: في رده على التساؤلات حول دوافع اللقاء ، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبدالفتاح البرهان، الأربعاء، أن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جرى بدافع «تحقيق المصلحة السودانية العليا»، مع تأكيد تثبيت ثوابت السودان تجاه القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن عامر محمد الحسن، في مقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.
قال الحسن: «عُقد اجتماع بين رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش (البرهان) ورؤساء تحرير الصحف، تناول زيارة القائد العام لأوغندا ومقابلته رئيس الوزراء الإسرائيلي».
أضاف أن البرهان أكد أن «دوافعه للقاء نتنياهو (تكمن في) تحقيق مصالح السودان العليا، تلك كانت دواعيه وأهدافه على اعتبار المصلحة المشتركة، مع تأكيد ثوابت السودان تجاه القضية الفلسطينية».