البلاغات التوضيخية لا تتوقف من قصر قرطاج:”تونس لم ترضخ لا للمساومات ولا للضغوطات” واتهامات خطيرة للبعتي ومن وراءه؟
أكدت رئاسة الجمهوريةفي بلاغ توضيحي انفردت وكالة تونس افريقيا للانباء بنشره أن “الموقف التونسي الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لم يتغير”، مشددة على أن “تونس حريصة على الشرعية وعلى الحق الفلسطيني حرصها على سيادتها واستقلال قرارها.. أما الذين دأبوا على الافتراء والتشويه فالتاريخ كفيل بفضحهم”.
ومع احترامنا لدور التاريخ كنا نتمنى ان ترد مصالح الاعلام بالرئاسة على ما نشرته صحف فرنسية ذائعة الصبت بعيدا عن تعويم المسألة وتصوير القصة وكأن غرفة عمليات تكيد لها وتدبر لها المطبات ، فوسائل الاعلام التونسية في غياب اي معلومة جديرة بالثقة لجات الى نقل ما اوردته لوفيغارو ولومند
وأضافت رئاسة الجمهورية في هذا التوضيح، الذي أتى تفاعلا مع الجدل الذي رافق عملية إعفاء مندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة من مهامه، أن “تونس لم ترضخ، لا للمساومات، ولا للضغوطات، لأنها حين تنتصر للحق لا تضع في حساباتها إلا الحق المشروع.. وحق الشعب الفلسطيني ليس بضاعة توزن بميزان الربح والخسارة”، مؤكدة أن “حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، مبدأ أساسي أقره القانون الدولي، ولا يمكن أن يغيره لا الاحتلال ولا محاولات إضفاء مشروعية وهمية على هذا الاحتلال”. وفي ما بدا ردا على الانتقادات لقرار الإعفاء والحديث عن ضغوطات سبقت اتخاذ القرار، لاحظت الرئاسة أن “من بادر بتقديم مشروع قرار مجلس الأمن (في إشارة إلى مندوب تونس لدى المنتظم الأممي، المنصف البعتي)، ومن أوعز إليه في الخفاء من تونس،-دون تحديد للجهة وكأن السيد البعتي له ولاء آخر غير الخارجية والرئاسة – على النحو الذي تم تقديمه به، لم يكن يسعى إلى تمرير هذا المشروع”، معتبرة أن “من قدم المشروع كان يعلم مسبقا بأنه سيصطدم بحق الاعتراض من أكثر من دولة، وأن هدفه، الذي لا يخفى على أحد، كان الإساءة لتونس، ولرئيسها على وجه الخصوص، الذي أكّد في أكثر من مناسبة أن الحق الفلسطيني حق لا يسقط بالتقادم”، على حد نص التوضيح. وتابعت الرئاسة: إن “ما حصل عند إعداد مشروع قرار مجلس الأمن، يبدو في ظاهره انتصارا للشعب الفلسطيني، ولكن في الظاهر فقط”، لافتة إلى أنه “لم يقع، عند إعداد المشروع، الرجوع لا لرئاسة الجمهورية، ولا لوزارة الشؤون الخارجية”. وفي نفس هذا السياق، اعتبر نص التوضيح أن “من لبس رداء المُدافع عن حق الشعب الفلسطيني، صار يستجدي عطف عدد من العواصم المساندة لما سمي ظلما بالصفقة، حتى يتم التراجع عن قرار إعفائه، وأنه لم يبق له سوى الاستجداء بالمحتل الصهيوني، وهو يتظاهر بمواجهة الاحتلال”. جدير بالتذكير أن مندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المنصف البعتي، والذي أعلنت رئاسة الجمهورية، يوم الجمعة الماضي، عن إعفائه من مهامه، كان قد تقدم بمشروع قرار لاتخاذ موقف من مشروع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، المتعلق بمخطط السلام بالشرق الأوسط، الذي اقترحه في 28 جانفي المنقضي (صفقة القرن)، “دون الرجوع إلى وزارة الشؤون الخارجية أو التشاور مع المجموعة العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية”، وفق توضيح مصدر من الرئاسة. وبحسب ما أفاد به مصدر من رئاسة الجمهورية، “وات” مساء اليوم الاثنين، فإن مشروع القرار الذي كان مبرمجا عرضه على اجتماع مجلس الأمن ليوم الثلاثاء 11 فيفري، قد تم تأجيل النظر فيه إلى موعد لاحق بغرض مزيد تعميق المشاورات حوله وتأمين أوفر الحظوظ لتبني هذا المشروع الذي ستتقدم به تونس بصفتها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي.