تخرج حسني مبارك من الكلية العسكرية عام 1950 ليتدرج في المناصب العسكرية إلى أن أصبح قائداً للقوات الجوية عام 1972.
توفي الرئيس المصري الأسبق حسني مباركعن عمر ناهز الـ91 عاماً بعد تلقيه علاجاً في وحدة للرعاية المكثفة إثر جراحة خضع لها. وقال نجله علاء مبارك أن والده توفي صباح الثلاثاء.
من جانبه قال مصدر عسكري لرويترز إن الرئيس الأسبق، وهو ضابط سابق في سلاح الطيران، ستقام له جنازة عسكرية لكن التوقيت ما زال غير واضح بعد. لكن مصدرا من أسرة مبارك أنه سيتم تشييع الجثمان غداً الأربعاء من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس شرق القاهرة.
ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية اليوم الثلاثاء (25 فيفري 2020) الرئيس الأسبق حسني مبارك في بيان قائلة “تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة ابناً من أبنائها وقائداً من قادة حرب أكتوبر”.
من الكلية العسكرية إلى سدة الحكم
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ماي 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر، عندما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني وكانت بريطانيا تسيطر على قناة السويس.
ودخل الكلية الجوية حيث تخرج منها عام 1950 وأمضى أكثر من عامين في الاتحاد السوفيتي السابق بعد ذلك بعشر سنوات للتدريب على قيادة القاذفات. وعندما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية جانباً كبيراً من سلاح الجو المصري في حرب الأيام الستة عام 1967 أصبح مديراً للكلية الجوية وتم تكليفه بإعادة بناء القوات الجوية. وتدرج في المناصب العسكرية إلى أن أصبح قائداً للقوات الجوية عام 1972. وكان له دور بارز في حرب 1973 ضد إسرائيل.
في افريل 1975 اختاره الرئيس الراحل أنور السادات، الذي خلف جمال عبد الناصر في الحكم عام 1970، نائبا له بعد أن رأى فيه تابعاً مخلصاً، ليتولى الرئاسة خلفاً له في 14 أكتوبر 1981 إثر اغتيال السادات بأيدي الإسلاميين في السادس من الشهر نفسه. أثناء رئاسته أمر مبارك الجيش بالتدخل لقمع تمرد في الثمانينات وأصلح العلاقات مع الدول العربية بعد السلام الذي أبرمه السادات مع إسرائيل. وفي 1989 عادت مصر إلى جامعة الدول العربية وعادت الجامعة إلى مقرها في القاهرة.
وسرعان ما أصبح شريكاً مهماً للغرب بعد توليه منصبه، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى جهود الوساطة التي بذلها في نزاع الشرق الأوسط وتمسكه بمعاهدة السلام مع إسرائيل التي كان السادات قد أبرمها برعاية أمريكية. وضمنت الأموال الأمريكية عدم خروج مصر عن مستوى معين من الكياسة في التعامل مع إسرائيل ولعب مبارك دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين لسنوات.
ورفع مبارك العلم المصري على طابا في جنوب سيناء عام 1989، معلناً بذلك استرجاع مصر سيناء كاملة من إسرائيل.
إطاحة ومحاكمات
وحكم مبارك مصر 30 عاماً، في فترة هي الأطول لأي رئيس مصري آخر حتى الآن. وجابه مبارك المتطرفين الإسلاميين في مصر بقبضة من حديد، إذ تم خلال حكمه إلقاء القبض على الكثير من المتطرفين أو من يشتبه في تطرفهم وزجهم بالسجون باستخدام الأساليب الاستبدادية، وخاصة في الطبقات الدنيا من المجتمع المصري. ما أتاح لجماعة الإخوان المسلمين اكتساب نفوذ وتأثير متزايدين بين هذه الشرائح الاجتماعية. وظل عنف الإسلاميين في الداخل، بما في ذلك اعتداءات على مواقع سياحية ومنتجعات مطلة على البحر الأحمر، تبريراً للدولة البوليسية. وفي 1995 نجا مبارك من عدة محاولات اغتيال عندما أطلق مسلحون إسلاميون النار على سيارته خلال زيارة إلى إثيوبيا.