قيس سعيد يفرض حظر التجول
كعادته خاطب قيس سعيد الشعب التونسي العظيم الذي يتطلع الى اجراءات اضافية اخرى ،لمواجهة محنة كورونا/ واهم قرار اعلنه رئيس الدولة هو فرض حظر التجول بداية من الغد من السادسة مساء الى السادسة صباحا
وقال الرئيس التونسي انه سيكون اول المتبرعين بنصف مرتبه للمساعدة على دعم الفئات المتضررة من وباء كورونا
ودعا مجلس نواب الشعب الى سن التشريعات الملائمة لاعادة جدولة من تضررت انشطته الاقتصادية خلال هذه الفترة
وجدد الرئيس دعوة التونسيين الى التضامن ممارسة لا شعارا
الطريف ان التلفزة الوطنية كتبت في شريطها الاخباري ان حظر التجول يبدا في السادسة صباحا ؟؟؟
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية قيس سعيد يا أبناء شعبنا في كل مكان أتوجه إليكم مباشرة في هذا الوقت بعد جملة الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة وبعد مشاورات من كل من اقتضى الأمر التشاور معه، مع المسؤولين ومع المختصين للنظر في ما يمكن اتخاذه من إجراءات إضافية تقتضي التطورات الصحية في العالم اتخاذها. أتوجه إلى كل المواطنين والمواطنات لأؤكد في المقام الأول أن الحل الناجع والحقيقي هو بأيديكم، فوعيكم بدقة هذا الوضع الناجم عن تفشي هذه الجائحة العالمية، وسلوككم في الفضاءات العامة هو الكفيل في المقام الأول بالتصدي لهذا الوباء وهو الكفيل بالحد من انتشاره قبل القضاء عليه نهائيا. لم يبدأ هذا الانتشار في التراجع في عدد من الدول إلا بالانضباط التلقائي للمواطنين والاحترام الكامل للإجراءات التي اتخذتها السلط العمومية. يمكن في تونس أن نتخذ إجراءات أخرى ويمكن اللجوء إليها إذا اقتضت الأوضاع ذلك ولكن لن يحقق أي إجراء مقاصده إلا بتجاوبكم التلقائي معه. لقد عرفت تونس على مر التاريخ، كما عرفت كل المجتمعات، أوبئة وجوائح أدت إلى عشرات الآلاف من الضحايا ولكن اليوم الخطر أشد لأن التنقل من مكان إلى أخر صار سهلا وانتشار العدوى صار بدوره أوسع وأخطر، فالمطلوب هو عدم التنقل من مكان إلى أخر إلا في حالات الضرورة القصوى، فعندما تلازمون بيوتكم وتتجنبون التجمعات تساهمون بأنفسكم وبإرادتكم في الحد من انتشار هذا الوباء. إن الأمر يتعلق بأيام معدودات تلتزمون فيها بهذا السلوك وهو خير للجميع من أن تكون أياما معدودات في حياة من أصيب بهذا الوباء. في ثقافتنا للأسف استخفاف وعدم اكتراث، رواسب من الماضي بدأ شعبنا العظيم يتجاوزها وقد أظهر ذلك في العديد من المناسبات التي صنع فيها التاريخ، وعلى كل أفراد هذا الشعب اليوم أن يثبتوا أنّهم بالفعل قادرون على رفع كل التحديات، وان يثبتوا أنهم في مجموعة واحدة كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وحين يتداعى الجسد يجب ان يتداعى بكل أطرافه لذلك يجب على السلطة التشريعية في قادم الأيام أن تضع التشريعات الضرورية حتى يظهر التآزر الفعلي وذلك خاصة في مستوى التعويض لمن تضرر من هذه الإجراءات ومنعته من العمل. ومن الإجراءات التي يمكن اتخاذها إعادة جدولة الديون بالنسبة إلى من أجبر على تعليق نشاطه الاقتصادي. إن هناك من بيننا وهم كثيرون للأسف ممن يحتاجون الى أن نقف الى جانبهم، لأنهم لم يعودوا قادرين على التنقل، وليس كثيرا على من يستطيعون التبرع بنصف رواتبهم أو أكثر وسأكون أوّلهم حتى نضمن للجميع مواجهة هذه الظروف الطارئة بما يحفظ حياتهم وكرامتهم. إن التضامن لا يجب أن يكون شعارا بل يجب أن يكون ممارسة فعليّة في كل آن وحين. ومن حق الدولة التونسية على الصعيد الدولي ان تطالب المؤسسات المالية بتفهم هذه الأوضاع التي تعيشها تونس بل تعيشها الإنسانية جمعاء. وعلى الأمم أن تكون بالفعل متحدة، لا من أجل السلم والأمن الدوليين بالمعنى التقليدي بل من أجل الإنسان في كل مكان. إن الانغلاق على الذات قد يكون حلا بالنسبة الى البعض ولكنه لا يمكن أن يكون حلا عادلا وسيبقى في كل الأحوال حلا مبتورا منقوصا. يا أبناء شعبنا في كل مكان، بالتأكيد إنكم تتطلعون الى إجراءات إضافية أخرى بعد الإجراءات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن القومي والتي تم اتخاذها من قبل الحكومة في الأيام القليلة الماضية. ومن بين الإجراءات التي يقتضي هذا الظرف اتخاذها حظر الجولان بداية من يوم غد من السادسة مساء الى السادسة صباحا وقد تم إصدار الأمر اليوم إلى قواتنا المسلحة العسكرية وإلى قوات الأمن الداخلي للقيام بدورية مشتركة في كامل تراب الجمهورية. أنتم أيها المواطنون والمواطنات الذين بإمكانكم في النهاية أن تتصدوا لهذا الخطر الداهم فلتتفهموا مثل هذا الإجراء ولتكونوا على موعد مع التاريخ. أنتم يا أحرار تونس وحرائرها الذين بإمكانكم أن ترفعوا كل التحديات، ولا تفي الكلمات بكل معانيها حين أتوجه بالشكر إلى الإطار الطبي وشبه الطبي وإلى كافة الأسلاك الأخرى على ما يبذلونه من جهود مضنية أناء الليل وأطراف النهار، كما لا تفي الكلمات بكل مقاصدها حين أتوجه بالشكر إلى كل التونسيين والتونسيات في هذا الوطن العزيز وخارجه على تطوعهم من اجل تقديم المساعدات اللازمة لكل من هو في حاجة إليها. والشكر أيضا إلى قواتنا المسلحة العسكرية وقوات الأمن الداخلي على الجهود الكبيرة التي يبذلونها للحفاظ على الأمن وعلى صحة المواطنين. والشكر في هذا المقام لكل من قدم لنا المساعدة من الدول في الخارج ومن المنظمات الحكومية وغير الحكومية. يا أبناء تونس في كل مكان، ليس هناك ما يدعو الى الفزع أو إلى الهلع ولكن لا بد من الحشد، لا بد من الوعي الكامل بالأوضاع التي تمر بلادنا ويمر بها العالم كله، وعدم التهاون في تطبيق القانون. تأكدوا يا أحرار تونس وحرائرها أننا سننتصر وستعود الحياة إلى سيرها الطبيعي بعد أسبوعين على الأكثر لو تضافرت الجهود كلها. سنخوض معا هذه المعركة وليس أمامنا إلا التضحية التي سيتلوها الانتصار. والسلام عليكم.