تسّبب إجلاء قطر لـ31 مواطناً بحرينياً عالقاً في إيران بسبب فيروس كورونا المستجد، بتوتر جديد بين قطر والبحرين، إذ اتهمت المنامة الدوحة بأنها تؤثر على الإجراءات الاحترازية الطبية الخاصة بمواجهة الفيروس، “من خلال رحلات تجارية تعرّض المسافرين للمخاطر”، في حين تقول الدوحة إنها تواصلت مع الحكومة البحرينية لإيجاد حل لهؤلاء العالقين، لكن هذه الأخيرة رفضت.
وبدأت القصة عندنا نشر مكتب الاتصال الحكومي القطري بياناً، أمس السبت (28 مارس 2020)، قال فيه إن الخطوط الجوية القطرية أجلت 31 مواطنا بحرينيا إلى مطار حمد الدولي في الدوحة. وتابع المكتب أن قطر “تواصلت مع مسؤولين في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودة المواطنين البحريين العالقين، لأن المملكة البحرينية لا تسمح بعبور الطائرات التجارية القطرية”.
وحسب البيان، فقد عرضت قطر “على الحكومة البحرينية أن يغادر الأشقاء إلى وطنهم على متن طائرة خاصة، دون أن تتحمل مملكة البحرين أو الأفراد المعنيون تكاليف الرحلة، ولكن السلطات البحرينية رفضت هذا الخيار”. وتابع المكتب أن قطر أجرت فحص كورونا المستجد على هؤلاء البحرينيين العالقين، وأدخلتهم فندقا مخصصا للحجر الصحي لمدة أسبوعين، وستعمل على تحمّل كل تكاليف إقامتهم وعلاجهم.
بيان مكتب الاتصال الحكومي حول الأشقاء البحرينيين العابرين إلى وطنهم – مكتب الاتصال الحكومي
في 27 مارس 2020، وصل 31 مواطن بحريني إلى مطار حمد الدولي على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من إيران. وبما إن مملكة البحرين لا تسمح بعبور الطائرات التجارية القطرية….
لكن البحرين رفضت الإجراء القطري، وقال مركز الاتصال الوطني البحريني في بيان له إن “على السلطات القطرية التوقف عن التدخل بما يؤثر على هذه الترتيبات المتخذة، من خلال رحلات جوية تجارية تعرّض كافة المسافرين على تلك الرحلات لمخاطر صحية”، مضيفاً أن هذه “الرحلات تفتقر إلى القواعد الصحية اللازمة”.
وطالبت البحرين من قطر “اتباع القواعد والإجراءات الاحترازية اللازمة لحفظ صحة وسلامة المسافرين وطواقم الطائرات وموظفي مختلف المطاراتبما يتوافق مع أنظمة اتحاد النقل الجوي الدولي(IATA) “.
واتهم مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد، قطر بـ”الإساءة المبيتة لمملكة البحرين”، وبـ”استخدام مسألة إنسانية مثل جائحة الكورونا في خططها ومؤامراتها على الدول والشعوب” حسب ما نقلته صحيفة الأيام المحلية، متحدثاً عن أن ما قامت به قطر “أمر مستنكر ويستوجب موقفاً دولياً واضحاً منه”، لأنها “عرّضت العالقين للخطر الشديد”.
وأعلنت وزارة الصحة البحرينية لاحقاً عن “وصول جميع المواطنين المتواجدين في مسقط القادمين من إيران عبر الدوحة صباح اليوم على متن طائرة مؤجرة لإجلائهم”، بتنسيق مع سلطة عمان.
وتقدمت البحرين بشكر سلطنة عمان على “تعاونها لإجلاء المواطنين، واتخاذها لجميع الإجراءات الاحترازية والوقائية بما يحفظ صحة وسلامة الجميع”. وتجاهلت وزارة الصحة البحرينية الإشارة إلى الإجراءات القطرية، مكتفية بالإشارة إلى أنها ستخضع هؤلاء المواطنين للفحوصات المختبرية.
وتبقى العلاقة القطرية-البحرينية جد متوترة، إذ انضمت البحرين إلى الدول التي أعلنت مقاطعة قطر عام 2017، ولم يتم تحقيق أيّ انفراج في علاقات الطرفين رغم كل المحاولات الديبلوماسية لإنهاء الأزمة الخليجية.