أعلنت السلطات الإيطالية اليوم الأحد (29 مارس2020) أنها ستمدد فترة الإغلاق في البلاد للعمل على استئصال وباء كورونا المستجد، بعدما بلغ عدد الوفيات 10,777 والمصابين نحو 100 ألف. وأحصت خدمة الحماية المدنية 756 حالة وفاة جديدة الأحد في هذا البلد الذي يعد الأكثر تضررا في العالم جراء فيروس كورونا، إضافة الى 5,217 إصابة رفعت إجمالي عددها الى 97,689.
لكن سُجل انخفاض نسبة الارتفاع اليومي في الإصابات إلى 5,6 بالمئة، وهو أدنى معدل منذ بدأ المسؤولون الإيطاليون بتتبع الحالات بعد الوفاة الأولى في 21 فيفري. وفي المنطقة حول ميلانو التي تعد مركز تفشي الوباء، بقي عدد الإيطاليين الذين يتلقون عناية مركزة بدون تغيير تقريبا.
حصيلة قياسية في إسبانيا
سجلت إسبانيا 838 وفاة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في حصيلة قياسية جديدة بعد تسجيل 832 وفاة السبت، وفق أرقام نشرتها وزارة الصحة الأحد. وقال مدير مركز الطوارئ الصحية فيرناندو سيمون “يبدو ان تطور (الوباء) في طور الاستقرار، بل يبدو حتى في طور التراجع، لكن يجب التذكير بأن مشكلتنا الرئيسية الآن هي ضمان عدم استنفاد طاقة وحدات العناية المركزة”.
وبلغ عدد الإصابات المؤكدة الأحد 78797، ما يعني تسجيل ارتفاع بـ9,1 بالمئة خلال يوم. لكن أرقام وزارة الصحة توضح أن العدد الجديد أدنى مما سجل الاربعاء بـ20 بالمئة. ورغم تزايد عدد الوفيات يوميا في إسبانيا، تأمل السلطات الصحية بلوغ ذروة انتقال العدوى مع تباطؤ وتيرة ارتفاع الاصابات والوفيات.
بريطانيا تخشى الأسوء
حث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون البريطانيين في رسالة إلى الأمة على البقاء في المنزل، وأشار إلى أن هناك إجراءات أكثر صرامة سوف يتم اتخاذها، حيث سجلت البلاد 209 حالات وفاة بفيروس كورونا. وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية اليوم الأحد إن أحدث الأرقام سجلت 209 حالات وفاة إضافية، ما يرفع الإجمالي ببريطانيا إلى 1228 حالة وفاة.
وتأتي الأرقام بعد ساعات من نشر مسودة لرسالة جونسون من المقرر أن يتم توجيهها إلى 30 مليون أسرة بريطانية هذا الأسبوع. وكتب جونسون في رسالة أصدرها داونينغ ستريت، مقر رئيس الوزراء، أنه “من المهم بالنسبة لي أن أكون صريحا معكم – نحن نعلم أن الأمور سوف تزداد سوءا قبل أن تتحسن”. وقال جونسون: “نحن نقوم بالاستعدادات الصحيحة، وكلما اتبعنا جميعا القواعد، قلت الخسائر في الأرواح وعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل أسرع”. وأضاف: “في هذه الفترة من الطوارئ الوطنية، أحثكم، من فضلكم، على البقاء في المنزل، وحماية خدمة الصحة الوطنية وإنقاذ الأرواح”.
ونبه جونسون الذي أصيب هو نفسه بالفيروس إلى ضرورة الالتزام بقواعد البقاء في المنزل وقواعد التباعد الاجتماعي الصارمة. وأضاف أنه “يجب احترام هذه القواعد. وإذا خالف الناس القواعد فسوف تفرض الشرطة غرامات وتفرق التجمعات”. وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية اليوم الأحد إنه في المجمل، جاءت فحوصات 19 ألفا و522 بريطانيا إيجابية بفيروس كورونا، بزيادة بأكثر من 2400 حالة في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
292 خالة وفاة في فرنسا خلال 24 ساعة
أما في فرنسا، فقد أُحصيت 292 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد في فرنسا خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات في هذا البلد الى 2606، وفق ما أعلن المدير العام للصحة جيروم سالومون اليوم الأحد 29 مارس 2020. وبحسب الحصيلة الجديدة، فإن 19 الفا و354 مصابا موجودون في المستشفيات بينهم 4632 في قسم الانعاش، في حين تمكن سبعة آلاف و132 مريضا من العودة الى منازلهم.
وللتخفيف عن المستشفيات في المناطق المتضررة بشدة من الوباء، أجلت فرنسا عدداً من المصابين إلى مناطق أخرى في البلاد بواسطة طائرة أو قطار مجهّز. وتمّ نقل عشرات المرضى في الأيام الأخيرة بوسائل نقل مدنية وعسكرية، برية وجوية، لاسيما إلى مستشفيات في ألمانيا وسويسرا ولوكسمبورغ. وأودى الوباء بأول مسؤول سياسي محلي في فرنسا هو الوزير الأسبق باتريك ديفيديان عن عمر يناهز 75 عاماً.
روسيا تتحرك للحد من انتشار الفيروس
وبعدما كانت آخر بلد كبير لم يتخذ أي تدابير حجر منزلي معمم بعد، أعلنت روسيا أنها ستقيّد الحركة على حدودها اعتبارا من اليوم الأحد قبل وقف الأعمال لأسبوع في البلاد.
ولن يسمح لسكان العاصمة الروسية موسكو اعتبارا من غد الاثنين بمغادرة منازلهم سوى لأسباب محددة، بموجب إجراءات جديدة تهدف إلى الحد من تفشي فيروس كورونا بالمدينة. وقال عمدة المدينة سيرجي سوبيانين لدى إعلانه القواعد الجديدة اليوم الأحد إن سكان موسكو لن يسمح لهم “بالتنقل في المدينة بدون داع”.
وأضاف سوبيانين أنه لن يتم السماح للسكان سوى بالتوجه للعمل والعودة منه والذهاب إلى الصيدلية ومحال البقالة وإلى صندوق القمامة المجاور لهم. وأضاف أنه سيتم حظر كل الانتقالات الأخرى، وعدم السماح للكلاب والحيوانات الأليفة بالخروج إلا لمسافة صغيرة حول المسكن.
وكانت العاصمة الروسية قد حظرت بالفعل على المقيمين الذين تبلغ أعمارهم سن الخامسة والستين أو أكثر من مغادرة منازلهم وإغلاق كل المراكز التجارية والمطاعم والحانات والحدائق الكبرى. وتهدف الإجراءات إلى الحد من تفشي الفيروس في المدينة التي يقيم فيها 5.12 مليون شخص.