وزير الاقتصاد الفرنسي يخشى الغرق و81 بالمائة من المؤسسات التونسية تضررت بالكورونا
أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير لصحيفة “جورنال دو ديمانش” أن الدولة ستقدم “الوسائل المالية الضرورية طوال الأزمة” من أجل تجنب “غرق” الاقتصاد بسبب وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال لومير “أفضل أن نستدين الآن لتجنب غرق، بدلا من تدمير قطاعات كاملة من اقتصادنا”.
من جهة أخرى، قال لومير إن خمسة ملايين موظف يستفيدون من تعويض البطالة الجزئية، موضحا أن “450 ألف شركة صغيرة لجأت خلال ثلاثة أيام إلى الصندوق التضامني”.
وأنشأت فرنسا إلى أن هذا الصندوق الذي يقدم 1500 يورو كتعويض أقصى للشركات الصغيرة التي تراجع رقم أعمالها بنسبة 50٪ على الأقل بالمقارنة مع ما كان عليه في مارس وافريل 2019، إلى جانب مساعدة قدرها ألفا يورو تمنح بعد دراسة كل حالة على حدة لتلك المهددة بالإفلاس.
وقال لومير “لا نواجه صعوبة في جمع الأموال في أسواق المال ومعدلاتنا للفائدة تبقى في مستويات معقولة”. معبرا عن أمله في أن تسمح “خطة إنعاش على المستويين الوطني والأوروبي ، بإطلاق عجلة الاقتصاد في أسرع وقت ممكن”.
وأشار وزير الاقتصاد الفرنسي إلى أن الشركات الكبيرة التي تواجه صعوبات “قدمت للرئيس ولرئيس الوزراء لائحة بأسماء نحو عشرين شركة استراتيجية أُضعفت، ووضعت حلولا لمساعدتها عبر ضمان قروض وزيادة في رأس المال وإعادة رسملة وغيرها، وكحل أخير عبر تأميمها”.
وتابع أن “التأميم قد لا يكون إلا حلا موقتا”، بينما تطرح باستمرار مسألة تأميم شركة الطيران “إيرفرانس” التي جمد كل أسطولها تقريبا.
وذكر بأن “أيا من الشركات الكبيرة التي تلجأ للدولة من أجل ماليتها سيترتب عليها توزيع أرباح”، داعيا الشركات الكبيرة الأخرى إلى “تقليص دفعات الرباح الموزعة في 2020 بمقدار الثلث تقريبا”.
وردا على سؤال عن خفض رواتب أرباب العمل والكوادر، عبر لومير عن أمله في أن “يبذل المسؤولون جهودا” من أجل “ألا يحصل موظفو القطاع الخاص الذي يمارس نشاطا جزئيا على أكثر من 84٪ من أجورهم الصافية”.
وقال إنه وجه رسائل في هذا الاتجاه إلى كل الشركات التي تساهم فيها الدولة وتلقى ردودا إيجابية من رئيسي إيرفرانس “.
وعن القطاعات الأكثر تضررا، ذكر وزير الاقتصاد “الصناعات الجوية والسياحة” موضحا أنهما “بحاجة إلى اهتمام خاص وخطة دعم” في إطار إنعاش للاقتصاد “بتنسيق أوروبي وثيق.
وفي تونس كشف المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في استطلاع له
وبيّنت الدراسة التي قامت على استطلاع رأي عينة من رؤساء بعض المؤسسات أن 44 بالمائة من المؤسسات الصغرى فقط تنوي صرف الرواتب كاملة لموظفيها وأن هذه النسبة ترتفع إلى 86 بالمائة في المؤسسات المتوسطة، في حين تنوي 93 بالمائة من المؤسسات الكبرى عدم الخصم من الأجور.
وذكرت البيانات الإحصائية للدراسة أن المؤسسات بمختلف أصنافها لديها خطط للتصرف في الأجور وقد تضطر إلى خفض الرواتب إلى 50 بالمائة في القطاعات الصناعية والبناء والتجارة والخدمات الموجهة للأشخاص أو الشركات.
واستهدفت الدراسة التي نشرها المعهد أكثر من 6 أنشطة اقتصادية مهمة تراوحت نسبة التضرر فيها ما بين 69 و91 بالمائة، إذ يتصدّر قطاع الخدمات المسداة للأشخاص قائمة القطاعات التي لحقها ضرر الفيروس، يليها القطاع الصناعي بنسبة 85 بالمائة ثم الخدمات المقدمة للمؤسسات بنسبة 78.7 بالمائة والبناء بنسبة 69 بالمائة .
ورجّحت المؤسسات التي شاركت في الدراسة أنها تتوقّع تراجعاً حاداً في نشاطها بعد انقضاء الأزمة الصحية المحلية والعالمية نتيجة شحّ السيولة واضطراب مسالك التزويد أو إلغاء طلبيات كانت موجهة إلى التصدير.
وأظهر استطلاع رؤساء المؤسسات أن 66.6 بالمائة منهم يواجهون مشاكل في توفير السيولة وأن 80 بالمائة تعترضهم صعوبات في التزود بسبب اضطراب العمل في أجهزة الجمارك والتجارة، فيما توقف نشاط التصدير بنسبة 40 بالمائة، ما قد يؤثر بشكل حاد على أرقام معاملات شركاتهم في المدة المقبلة.
وطالب 88 بالمائة من أصحاب المؤسسات، وفق ما أوردته الدراسة، بإجراءات مصاحبة لتجنّب إفلاس الشركات عبر تخفيف الأعباء الجبائية والمالية وإعادة جدولة ديون الشركات لدى البنوك وتمديد آجال سدادها وخفض مساهمة الأعراف في الضمان الاجتماعي.
وتوقّع 78 بالمائة من أصحاب المؤسسات أن تستمر الأزمة التي خلّفها فيروس كورونا فترة تتراوح ما بين 3 و6 أشهر، فيما اعتبر 96.7 بالمائة منهم أن ما سيعقب فترة الحجر سيكون أصعب من الأزمة الصحية ذاتها، مرجحين أن تمتد الصعوبات على الـ12 شهراً المقبلة.
وتشترك المؤسسات الاقتصادية بجميع أحجامها في توقعات تواصل تداعيات كورونا إلى شهر مارس/ آذار 2021.
وكان سمير ماجول، رئيس منظمة الاعراف قد أكّد في تصريحات إعلامية أن عودة النشاط الاقتصادي لن تتم قبل شهر سبتمبر وهو ما يتطلّب حزمة إجراءات مرافقة للمؤسسات التي قد تعرف صعوبات كبرى