اغتنمت إسبانيا التراجع في حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد لتخفف قليلاً يوم (الإثنين 13 افريل 2020) إجراءات الإغلاق والحجر المنزلي الصارم، فسمحت باستئناف العمل في بعض القطاعات، فيما يواصل وباء كوفيد-19 تفشيه في العالم. وقالت وزارة الصحة إن إجمالي عدد الوفيات بالفيروس في إسبانيا ارتفع إلى 17489 حالة اليوم الاثنين بزيادة 517 شخصا مقارنة بأمس الأحد بحيث بلغ إجمالي الإصابات المؤكدة 169496 حالة. لكن هذه أقل نسبة زيادة يومية بالبلاد في أعداد الوفيات والإصابات.
ومع ظهور بوادر تحسن مبدئي سمحت السلطات لبعض القطاعات، منها الإنشاءات والصناعة، بالعودة للعمل. لكن لا يزال أغلب السكان يلتزمون منازلهم كما ستظل المتاجر والحانات والأماكن العامة مغلقة حتى 26 افريل على الأقل.
وأعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز “ما زلنا بعيدين عن تحقيق النصر، عن اللحظة التي نستعيد فيها حياتنا الطبيعية”، في وقت لا يزال 46,6 مليون إسباني يخضعون لحجر منزلي بالغ الشدة. فيما قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي- مارلاسكا لإذاعة كادينا سير اليوم “ينبغي ضمان صحة العاملين، إذا تأثرت بأدنى قدر فلن يمكن إعادة بدء النشاط”.
وفيما يبدو أن تدابير الابتعاد الاجتماعي بدأت تعطي نتائج في العديد من البلدان مع تباطؤ وتيرة الوفيات، سمحت حكومة مدريد بمعاودة العمل إلى حد ما في المصانع وورش البناء والمكاتب، بعد أسبوعين من “السبات” الاقتصادي.
وسعيا لتحريك اقتصادها الهش وفي الوقت نفسه تجنب ارتفاع الإصابات مجددا، أعلنت السلطات الإسبانية توزيع عشرة ملايين كمامة في قطارات الأنفاق والمحطات على الأشخاص المضطرين إلى استخدام وسائل النقل المشترك.
ويعاني الناس في كل أنحاء العالم من وطأة الحجر المنزلي. وسعياً للتخفيف من وطأة هذا الإجراء، سعى رجال شرطة في عاصمة بنما لتخفيف الضغط فخرجوا في الشارع ببدلاتهم وكماماتهم وقفازاتهم وأدوا عدداً من الأغنيات الشهيرة تحت أنظار السكان الذين خرجوا ليرقصوا على شرفاتهم.
اما في المانيا فيعارض غالبية الألمان تخفيف القيود المفروضة على الاختلاط الاجتماعي لمكافحة جائحة كورونا، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “يوغوف” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، نُشرت نتائجه يوم الاثنين (13 افريل 2020).
ووفق هذا الاستبيان فإن 44 بالمائة من الألمان يدعون إلى تمديد القيود لما بعد 19 افريل الجاري، كما يطالب 12 بالمائة آخرون بتشديدها.
وفي المقابل، دعا 32 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إلى تخفيف القيود، كما طالب 8 بالمائة آخرين بإلغائها. ولم تحدد نسبة 5 بالمائة موقفها من الأمر.
وتترقب ألمانيا برمتها ما سوف يفضي إليه اجتماع مزمع بعد غد الأربعاء بين الحكومة الفيديرالية بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل وبين رؤساء حكومات الولايات الستة عشر، لبحث مصير إجراءات التقييد لما بعد فترة 19 من افريل ، موعد انتهاء عطلة الفصح في عدد كبير من الولايات.
وكانت الحكومة الاتحادية والولايات قررت في 22 مارس الماضي، فرض قيود على حرية الحركة لمدة أسبوعين، ثم تمّ تمديد القيود لما بعد عيد القيامة، أي بعد يوم الأحد المقبل.
وأشار الاستطلاع إلى قبول عريض للقيود المفروضة على الحياة العامة، حيث أكد 78 بالمائة من المستطلعة آراؤهم التزامهم تماما بها، بينما ذكر 18 بالمائة فقطأنهم ملتزمون إلى حد ما، مقابل 2 بالمائة أعربوا عن عدم التزامهم المطلق بالقيود.