دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مواطنيها إلى التحمل والانضباط في أزمة كورونا الراهنة. وقالت ميركل في بيان الحكومة الذي ألقته أمام البرلمان اليوم الخميس (23 افريل 2020) إن أعداد الإصابات الجديدة والمتعافين تمثل نجاحاً مرحلياً لكن وبالذات لأن هذه الأعداد أطلقت الآمال، أجدني ملزمة أن أقول إن هذه النتيجة المرحلية هشة، ونحن نتحرك على طبقة رقيقة من الجليد، بل يمكن القول على أرق طبقة من الجليد”.
وأوضحت ميركل أن الأعداد الحالية لا تُنْبِئ بشيء عما سيكون عليه الحال في غضون أسبوع أو أسبوعين إذا تم السماح بزيادة ملحوظة في المخالطات الاجتماعية. وأضافت ميركل: “إذا حشدنا أكبر قدر ممكن من التحمل والانضباط بالذات في أول هذه الجائحة، فإننا سنكون قادرين على العودة بشكل أسرع إلى الحياة العامة والاجتماعية والاقتصادية، وبصورة مستدامة أيضاً”. ورأت ميركل أن التركيز والتحمل” ولاسيما في أول الأمر يتيح تجنب التبديل من إغلاق إلى إغلاق لاحق أو الاضطرار إلى عزل مجموعات من الناس عن الجميع لشهور، ومعايشة أوضاع مخيفة في مستشفياتنا”.
لكنها أضافت أن هذه المساهمة “الأكبر ستكون لفترة محدودة”. وأوضحت المستشارة في مطلع الأسبوع أنه من الممكن زيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي خلال السنوات التي تلي مباشرة الوباء العالمي لمعالجة تبعاته الاقتصادية والاجتماعية.
ويبدو القادة الأوروبيون منقسمين أكثر من أي وقت مضى فيما يسعون الخميس لإيجاد سبل تخرج الاتحاد الأوروبي من الركود الناجم عن وباء كوفيد-19. وتعجز الدول الـ27 في الوقت الحاضر عن التفاهم حول كيفية إعادة تحريك العجلة الاقتصادية. وفي مؤشر إلى مدى خلافاتهم، من غير المقرر أن يصدروا كالعادة بياناً مشتركاً في ختام القمة التي يعقدونها في الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش عبر دائرة الفيديو.
ويقوم الانقسام بشكل أساسي بين الشمال والجنوب، إذ تطالب دول الجنوب المتضررة بشدة من الوباء مثل إيطاليا وإسبانيا بمزيد من التضامن المالي من جيرانها في الشمال، فيما تتمنع دول الشمال الأقل تأثراً بالوباء وفي طليعتها ألمانيا وهولندا، عن دفع فاتورة دول تأخذ عليها عدم إظهار انضباط مالي خلال سنوات النمو.
وبعدما واجهت المستشارة انتقادات في 2017 أخذت عليها عدم تجاوبها مع اقتراحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح الاتحاد الأوروبي، بدت هذه المرة أكثر تصميماً على التحرك. وقالت إنها” تعتزم حض المجلس الأوروبي على معالجة المسائل الجوهرية: ما هي المجالات التي يتحتم علينا التعاون فيها بشكل أكبر على المستوى الأوروبي؟ وهل أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى كفاءات إضافية؟ وما هي الكفاءات الاستراتيجية التي نحن بحاجة إليها مستقبلاً في أوروبا؟”.
وتابعت أن “التضامن الأوروبي ضروري أيضاً على صعيد سياسة الهجرة ودولة القانون والسياسة الأوروبية في مجال الأمن والدفاع وحماية البيئة”، مضيفة أن أوروبا لن تكون أوروبا إذا لم تقم بلدانها بالدفاع عن بعضها البعض عند الحاجة.
خ.س/ع.ش (رويترز، د ب أ، أ ف ب)