كشف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مساء الجمعة 1 ماي 2020، أن بلاده كادت أن تطلق مساراً لحل الأزمة الليبية، لكن جهات لم يسمّها عطلت هذا الحل لـ”حسابات سياسية”، معتبراً أنها أرادت إفشال مساعي الجزائر كي لا يُنسب النجاح للأخيرة في حل الأزمة المُستمرة منذ سنوات.
اقتراب كبير من الحل: جاءت تصريحات تبون في رده على سؤال بشأن تعليقه على التطورات الأخيرة في ليبيا، خلال مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، وقال فيها تبون: “كنا كنا قاب قوسين أو أدنى من الحل في ليبيا وإطلاق عملية سياسية، لكن فشلت المساعي (…)”.
أضاف تبون أن هناك “من عطل الجهود الجزائرية، لأنه يعتقد أن ذلك سيكون نجاحاً دبلوماسياً وبروزاً لها في المنطقة”، دون تحديد جهات معينة بكلامه، وتابع: “حتى إفشال تعيين وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً أممياً في ليبيا كان في هذا السياق، لأن تجربته كانت ستساهم في الحل”.
يُشار إلى أن حفتر يتلقى دعماً رئيسياً من قبل الإمارات، ومصر، والأردن، وروسيا التي تقول تقارير إنها تُرسل مرتزقة من قوات “فاغنر” لتقاتل إلى جانب اللواء الليبي، وضد قوات حكومة الوفاق الوطني.
حل مقترح من الجزائر: أما بخصوص تصور بلاده للحل في ليبيا، فقال الرئيس الجزائري: “اقترحنا مجلساً أعلى يجمع الفرقاء، وتنبثق عنه حكومة توافق لتبدأ العملية السياسية”، مشيراً إلى أن “كل القبائل الليبية قبلت الحل الجزائري”.
كذلك أكد الرئيس الجزائري على أنه “لن يكون هناك أي مسعى في ليبيا دون مشاركة الجزائر.. هذا الأمر أبلغته لعدة مسؤولين ومبعوثين من مختلف الدول، ونحن لدينا تصور للحل، ونعتمد على الشرعية الشعبية هناك، وليست لدينا أطماع سياسية”.
تبون أعرب عن أسفه أيضاً لما سمّاها”الانزلاقات الخطيرة التي حدثت مؤخراً”، وقال: “لن نتخلى عن ليبيا (…) نحن في رمضان وأشقاؤنا يتقاتلون ولا أحد يسعى لمعالجة وباء كورونا، هناك خراب في خراب من أجل السلطة، وإن شاء الله هؤلاء يرجعون لوعيهم (…) هناك بوادر سيئة جداً، وإذا لم تطفأ النار ستأتي على الأخضر واليابس”.
خطوة تصعيد من حفتر: كانت الجزائر قد قادت خلال الأسابيع الماضية مساعي دبلوماسية بين فرقاء الأزمة الليبية، واقترحت استضافة جلسات حوار الصيف القادم لإطلاق عملية سياسية تفضي إلى حل للأزمة.
لكن حفتر وفي قرار مفاجئ أعلن تنصيب نفسه حاكماً على البلاد، وإسقاط الاتفاق السياسي، في خطوة لاقت رفضاً داخلياً وأممياً ودولياً.
بعد هذا الإعلان شنت قوات حفتر هجوماً على قوات حكومة الوفاق، قبل أن تعلن يوم الجمعة 1 ماي عن وقف إطلاق النار من طرف واحد خلال شهر رمضان، وذلك تزامناً مع هزائم قوية منيت بها خلال الأسبوع الماضي، ومع توسع الرفض الدولي لخطوة حفتر بإسقاط اتفاق الصخيرات وتنصيب نفسه رئيساً لليبيا.
وتنازع ميليشيات حفتر حكومة الوفاق المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتواصل هجوماً فاشلاً بدأته في 4 أفريل/ 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة.