أقدم كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، على استبدال كل من رئيس وكالة الاستخبارات وحارسه الشخصي، وذلك في قرار مفاجئ، يرجَّح أن يكون نتيجة لعملية تطهير أخرى لمن يشك في ولائهم، وفقاً لما أوردته صحيفة The Korea Herald، وهي صحيفة ناطقة باللغة الإنجليزية ومقرها في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول.
تقرير لشبكة foxnews الأمريكية، الجمعة 15 ماي 2020، نقل عن الصحيفة الكورية تأكيدها أن وزارة توحيد الكوريتين في سيول، أعلنت أن كيم عزل جانغ كيل سونغ، مدير “مكتب الاستطلاع العام” (RGB)، الذي كان قد عيَّنه في ديسمبر 2019، وأحل محله الجنرال ريم كوانغ إيل، وبحسب الخبر أيضاً، فقد عُيّن الجنرال ريم كوانغ إيل عضواً في اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم.
كيم قام أيضاً باستبدال الجنرال يون جونغ رين، الذي كان يشغل منصب الحارس الشخصي لكيم منذ عام 2010، وعيَّن محله كواك تشانغ سيك قائداً جديداً للزعيم الأعلى، وهو أيضاً عضو في اللجنة المركزية للحزب الحاكم، بحسب التقارير.
هذا في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن الزعيم الكوري قد اختفى من جديد عن الأنظار، منذ آخر ظهور له في فاتح ماي الماضي.
الأسباب مجهولة: في الوقت الذي لم يُعلَن فيه عن أي سبب لعمليات الاستبدال، فإن صحيفة The Korea Herald أوردت أن قرارات أخرى تضمنت تعيين هيون سونغ وول، التي تقود فرقة فتيات “مورانبونغ” الموسيقية، لتشغل منصب نائب مدير قسم الدعاية والتحريض، بعد أن كانت شائعات كاذبة، انتشرت في وقت ما، قد أشارت إلى أنها أُعدمت.
كما يُعتقد أن مكتب الاستطلاع العام يقف وراء كثير من عمليات التجسس التي تقوم بها كوريا الشمالية، وحملات الهجوم السيبرانية وغيرها من الهجمات على كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إذ يعتقد مسؤولون كوريون جنوبيون، أن المكتب كان وراء هجوم وقع في عام 2010، على إحدى سفنها العسكرية وأسفر عن مقتل 46 بحاراً.
قبضة من حديد: أعلنت وزارة توحيد الكوريتين عن التعديلات التي أجرتها كوريا الشمالية في نشرتها السنوية، حسبما ذكرت صحيفة The Korea Herald.
الوزارة قالت إن التغييرات التي جرت تشير -على ما يبدو- إلى أن كيم يحاول تشديد قبضته على السلطة من خلال تعيين مساعديه الرئيسيين في المناصب الأساسية.
في هذا الصدد، قال مسؤول بالوزارة، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن النظام في كوريا الشمالية “استبدل خلال العام الماضي 80% من أعضاء المكتب السياسي العام، وغيّر 9 من مجموع 11 عضواً، إضافة إلى 82% من أعضاء لجنة شؤون الدولة”.
قبل أن يضيف: “كل هذا يشير إلى تغييرات في الجيل الحاكم، وتركيز [كيم] على إجراء تعديلات استناداً إلى أداء الموظفين، ويمكن النظر إليها أيضاً على أنها تغييرات رمى بها كيم إلى تعزيز سيطرته على السلطة في البلاد”.
شقيقة كيم: وفق المصدر نفسه، فلحدود الساعة لم تتم معرفة موقف كيم يو جونغ، شقيقة كيم، التي حظيت باهتمام واسع النطاق، الشهر الماضي، بعد أن انتشرت شائعات عالمية حول صحة أخيها وعن تغيير محتمل في قيادة البلاد، بعد اختفائه عن الحضور العام ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
الزعيم الكوري الشمالي كان قد أجرى عمليات تطهير وإقصاء لعدد من مساعديه الرئيسيين في الماضي. وحسبما ورد، فقد أعدم عمه في عام 2013 بتهمة “الخيانة” وجرائم أخرى.
غياب مثير: في الثاني من شهر مايو/أيار الجاري، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن زعيم البلاد حضر مراسم الانتهاء من بناء مصنع للأسمدة في منطقةٍ شمال العاصمة بيونغ يانغ، في أول تقرير عن نشاطه العلني منذ 11 افريل، وذلك بعد أسابيع من التكهنات المكثفة عن حالته الصحية.
الوكالة ذكرت أن كيم قص شريط الافتتاح خلال مراسم جرت في اليوم الذي قبله، وأن أولئك الذين حضروا “انفجروا في هتافات مدوية” ترحيباً بالزعيم الأعلى “الذي يقود المسيرة العامة لجميع أفراد الشعب، من أجل تحقيق الازدهار العظيم”.
ظهر كيم في صور وهو يبتسم ويتحدث لمستشاريه خلال مراسم الافتتاح، وأيضاً وهو يقوم بجولة في المصنع.
كما ثارت تكهنات بشأن صحة كيم بعد غيابه عن احتفالات الذكرى السنوية لميلاد مؤسس البلاد وجده كيم إيل سونغ في 15 افريل، وهو يوم عطلة رسمية في كوريا الشمالية، وعادةً ما يشهد زيارة كيم لضريح جده.
فبعد غيابه عن الذكرى السنوية، ذكرت وكالة أنباء كورية جنوبية متخصصة في شؤون كوريا الشمالية، أن كيم يتعافى بعد خضوعه لعملية في القلب والأوعية الدموية. وتبعت ذلك سلسلة من التقارير الأخرى غير المؤكدة عن حالته ومكان وجوده.