يا أمة ضحكت من جهلها الامم
لم يبالغ المتنبي كداب الشعراء حين صدح قائلا
“اغاية الدين ان تحفوا شواربكم*يا أمة ضحكت من جهلها الامم ”
وكأن ابا الطيب توقع زماننا هذا وما سيحدث فيه، فبعد الترويج لاختيار عبد اللطيف المكي كافضل وزير للصحة في العالم على اساس ما انجز من كليات طب وخدمات عن بعد وطب للمسنين وقضاء مبرم على الازدحام والتسجيل عن بعد والحصول على مواعيد السكانار خلال اسبوع لا يزيد ….
عجت الصفحات وعدد من المواقع بخبر عنوانه الرئيس”مدير منظمة الصحة العالمية يشكر عبد اللطيف المكي”
قلت في نفسي ، لعل امرا عظيما ما قد جد اليوم ولم انتبه لاني استيقظت متأخرا، فمستحيل ان يكون مدير منظمة الصحة العالمية قد خصه بالشكر لانه وزع الكمامات البارحة في محيط وزارته، فالمدير ليس عربيا ليقوم بهكذا صنيع
بحثت واطلت البحث فعثثرت على تغريدة مدير منظمة الصحة العالمية ورد فيها حرفيا انه يشكر وزراء الصحة لستة بلدان تقاسموا المعطيات في ما بينهم في ما يتعلق بالحرب على الكورونا ودعاهم الى الاستمرار في مقاومة الوباء متضامنين
هل يستحق الامر ان نروجه على انه نصر عظيم ؟
ما الذي نفعله بأنفسنا ولماذا يصر بعضنا على صنع اصنام وجعلها آلهة جديدة يحرم نقدها ويجرم الاشارة الى اي تقصير قد ترتكبه؟
عبد اللطيف المكي كغيره من اعضاء الحكومة ليس سوبرمان ولا نريد منه ان يكون خارقا، عليه فقط ان يحسن ادارة وزارته ويحسن التصرف في القطاع الصحي ويحسن الخدمات المسداة الى المواطنين
وهو يتقاضى اجرا نظير عمله المنجز سواء كان المنجز جيدا او رديئا كغيره لا محالة
فلماذا يصر البعض على ان يكونوا عبيدا ؟ ولماذا افتعال اخبار تروجها منصات دون تريث وتثبت لاو عن قصد للتلاعب بعقول البساء؟
نريد ان يكون لدينا افضل وزراء ونسعد للمكي ولغيره ولكن بالفعل والانجاز وليس بالبطولات الكاذبة
لا نريد ان نكون ممن يصح عليهم الوصف”كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد”
- بقلم محمد بوغلاب