‘إعتقلت السلطات الأميركية صباح الأربعاء رجلين وجهت إليهما اتهامات بمساعدة الرئيس التنفيذي السابق لتحالف نيسان-رونو وميتسوبيشي للسيارات كارلوس غصن على الهروب من اليابان في أواخر العام الماضي.
واتهمت السلطات اليابانية كلا من مايكل تيلور وهو عضو سابق في القوات الخاصة الأميركية ويعمل في شركة أمن خاصة، وابنه بيتر بتمكين غصن من الفرار في وقت كان الأخير يخضع لإجراءات مراقبة صارمة بموجب الإفراج المشروط عنه بعد اتهامه بجرائم مالية. وصدرت مذكرة اعتقال يابانية ضدهما وضد رجل ثالث يدعى جورج أونطوان زايك، لا يعرف وضعه الراهن.
وذكرت وثائق محكمة ماساشوسيتس إن الرجلين سيمثلان أمام المحكمة الفدرالية في مدينة بوسطن في وقت لاحق الأربعاء.
وبحسب الوثائق القضائية، فإن تيلور الابن التقى مع غصن سبع مرات على الأقل خلال الأشهر التي سبقت فراره.
وفي 28 ديسمبر، توجه تيلور الابن إلى طوكيو والتقى غصن في فندق غراند حياة لمدة ساعة تقريبا، بحسب ما أظهرته كاميرات المراقبة في المكان.
وفي 29 ديسمبر، يوم الهروب من اليابان، توجه كل من تيلور الأب وزايك إلى مدينة أوساما على متن طائرة خاصة قادمة من دبي، وفق ما أظهرته سجلات الهجرة اليابانية. ونقل الرجلان معهما “صندوقين أسودين كبيري الحجم”.
وبموجب الشكوى فإن “الصندوقين كانا يبدوان وكأنهما يخصان معدات سمعية، فيما أبلغ تيلور وزايك العاملين في مطار كانساي بأنهما موسيقيين”.
وفي وقت لاحق من يوم 29 ديسمبر، التقى الرجال الأربعة في فندق غراند حياة في طوكيو. ومن هناك توجه تيلور الابن إلى مطار ناريتا ومنه استقل طائرة إلى الصين.
أما الثلاثة الآخرون بمن فيهم غصن، فاستقلوا قطارا إلى أوساكا ثم التقوا في فندق هناك.
وفي الساعة الـ8:14 مساء، وصل غصن وتيلور الأب وزايك إلى الفندق ودخلوا الغرفة 4609. وفي الساعة 9:47 مساء، غادر تيلور وزايك الغرفة ومعهما أمتعة بما فيها الصندوقين الكبيرين، ثم توجها إلى المطار.
ولا توجد أي صورة لغصن وهو يغادر الغرفة 4609، فقد كان يختبئ داخل أحد الصندوقين، وفق الشكوى.
مرت الأمتعة في المطار من دون خضوعها للتفتيش، ثم وضعت في الطائرة الخاصة التي توجهت إلى تركيا. وبعد يومين على ذلك، أعلن غصن في الـ31 من ديسمبر أنه فر إلى لبنان.
وبحسب مذكرة الاعتقال، فقد تحركت السلطات من أجل اعتقال الأب والابن تيلور بعد اكتشاف أنهما حجزا تذكرتي سفر إلى لبنان بتاريخ 20 ماي.
وقالت شبكة CNN إن مايكل تيلور شارك في عمليات تهريب أفراد جرئية في السابق. وأوضحت أن صحيفة نيويورك تايمز استعانت به بعدما وقع مراسلها ديفيد رود في يد طالبان في أفغانستان في عام 2008، وقالت إن أسرة من نورث كارولاينا لجأت إليه في عام 1999 لإعادة ابنتها التي تقطعت بها السبل في سوريا مع ثلاثة من أبنائها في أعقاب فرارها من زوجها الذي كان يسيء معاملتها.
واعتقل غصن في 19 نوفمبر 2018 لدى هبوط طائرته الخاصة في طوكيو، وكان يحاكم في اليابان بتهمة استغلال الثقة وإخفاء قسم من مداخيله في تقارير مالية لشركة نيسان بين عامي 2015 و2018، وقضى 108 أيام قيد الاحتجاز قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة.
وتسبب فراره من اليابان رغم إجراءات المراقبة الصارمة التي كان يخضع إليها في إحراج للمسؤولين هناك.
وطالب المسؤولون اليابانيون بعودة غصن لتتم محاكمته إلا أن لبنان الذي كان ملاذه، غير مرتبط باتفاق مع طوكيو لتسليم المطلوبين.
ونفى غصن جميع التهم الموجهة إليه وأصر على أنه كان ضحية مخطط لنيسان ومسؤولين يابانيين.
وأشار هو وفريقه القانوني كذلك إلى فترات الاعتقال الطويلة في اليابان حيث اعتبر أن نظامها القضائي قائم على احتجاز المتهمين كـ”رهائن”، مشيرا إلى أن الادعاء حاول إجباره على الإقرار بتهم نفاها مرارا.