القنصل العام بميلانو يغادر منصبه
نشر نصر بن سلطانة القنصل العام التونسي بميلانو تدوينة ودع من خلالها التونسيين المقيمين بشمال ايطاليا مرجع نظر القنصلية العامة وقال بن سلطانة“بلغني اليوم قرار إنهاء مهامي على راس القنصلية العامة لتونس بميلانو لتنتهي بذلك مرحلة التعيين في ايطاليا مع كل حلوها ومرها. ساعود بعد مدة قصيرة الى تونس لمباشرة العمل بالإدارة المركزية ومواصلة مشواري المهني الذي بدا بهذه الوزارة منذ سنة1997. سنوات قضيتها في ايطاليا واودع الأن الجالية التي خدمتها طيلة هذه المدة بكل صدق ومحبة وداع الشخص لأهله. واشكر كثيرا مكونات المجتمع المدني بكافة اطيافها لما وجدت فيها من تعاون إيجابي وحرص صادق على مصلحة تونس والتونسيين ومحبة واحترام تجاه شخصي واشكر كل من عملت معه من الموظفين والأعوان لما تحلوا به معي من حرفية و روح المسؤولية والإجتهاد في العمل والتعاون المهني. كما أشكر جميع زملائي بالادارة المركزية على حسن تعاونهم المهني متنمنيا لهم جميعا كل التوفيق في مسارهم المهني واعبر عن استنكاري لما يتعرض له حاليا السلك الدبلوماسي والسيد الوزير من محاولات التشويه . وشكر خاص ايضا وتحية تقدير لعدد من الإعلاميين بوسائل الإعلام التونسية وعدد من مواقع التواصل الاجتماعي الذين آمنوا بالعمل وتابعوا وغطوا نشاط القنصلية العامة بميلانو بكل موضوعية واحترام.
اترك هذه المسؤولية التي باشرتها بكل صدق وإجتهاد ومحبة وبقناعة أني موجود لخدمة الناس راضيا وقد أنجزت والحمد لله ما أعتبره مشرفا لي في علاقة بالجالية والمسؤولين الإيطاليين وصورة تونس داخل الدائرة. أصبحت للقنصلية العامة بميلانو لدى المسؤولين الإيطاليين مكانة جد محترمة لا يرد لها غالبا طلبا سواء تعلق بمصلحة أفراد الجالية والخدمات الموجهة لهم أو دعم التعاون الإقتصادي وفرص الإستثمار في تونس وتعزيز علاقات التعاون. منحت السلطات الإيطالية للجالية التونسية بدائرة ميلانو ( مقاطعات لمبارديا والفينيتو وترنتينو التو اديجي وفريولي فينيسيا جوليا) عدة أمتيازات لم تمنح لجاليات أجنبية أخرى تلبية لطلب القنصلية العامة لتونس بميلانو ويعلم التونسيون هنا ذلك وعاشوه ومنحت شخصيا من قبل السلطات الإيطالية إمتيازات لم تمنح إلا لممثلي خمس دول عظمى رغم وجود رؤساء بعثات في ميلانو لقرابة 123 دولة.
أترك قبل مغادرتي شبكة علاقات متنوعة وفاعلة داخل الأوساط الرسمية والخاصة مكنت من تحقيق مزايا عديدة لأفراد الجالية ولصورة تونس وبعض مصالحها الإقتصادية والسياحية والتنموية الجهوية وغيرها وعديد الأصدقاء الإيطاليين الذين أعتز بصداقتهم. اترك عدة مشاريع برامج تعاون ينتظر اتمامها في مجالات اقتصادية وجامعية وعلمية وفلاحية ومنح للطلبة التونسيين وتوفير مواطن شغل للتونسيين بالدائرة القنصلية ودعم مالي لتنمية عدد من المناطق التونسية وبرامج زيارات عدد من المسؤولين إلى تونس توقفت جميعها بسبب كورونا. أترك جالية كأحسن ما تكون الجاليات في الخارج رغم بعض المحاولات لتهميشها أو الإساءة لها. فقد عايشتهم وخبرت وطنيتهم ومعدنهم الطيب حتى المقيمين بصفة غير قانونية لم نجد منهم الا الإحترام والتقدير لأننا خدمناهم بكل صدق وأخوة.
اترك هذه المسؤولية بعد أن خضت بدعم وتنسيق من المجتمع المدني حربا ضد الكورونا لم تكن سهلة. تحديت كورونا والموت لاخدم التونسيين أينما كانوا زرت المناطق الحمراء وشاركت عزاء التونسيين وجنازاتهم حتى للمتوفين منهم بهذا الفيروس. حملنا كفني بين يدي متنقلا من مدينة لأخرى وحتى داخل المناطق الحمراء دون خوف من الكورونا ولا الموت للاطمئنان على التونسيين ومساعدة المحتاجين منهم لاكون قريبا منهم وفي خدمتهم ولقناعتي أن الموت حق لن يتأخر إن كتبه الله لنا أينما كنا رغم انتقاد البعض ممن يحترفون في تونس الجلوس على الكراسي لما اعتبروه اجتهادا مني غير مطلوب في هذه الظروف. لم ارتح يوما ولم تتوقف خدمات القنصلية العامة بميلانو يوما واحدا خلال هذه الازمة ولم اجعل من الحضر الصحي العام مانعا لنشاطنا لأن المسؤولية تحتم علي أن اكون متواجدا مع الناس في مختلف مناطقهم رغم كل المخاطر. تجاوزت شروط الحضر الصحي العام والمخاوف من كورونا وتعاونت مع الجالية ورؤساء الجمعيات لإحتواء أزمة هذا الفيروس وكنت قريبا من كل تونسي يستحق الدعم ونجحت ولو نسبيا في إدارة هذه الأزمة بأخف الأضرار بالتعاون مع مجتمع مدني تونسي كان في مستوى المسؤولية وفي تعاون تام معي وملتزم بكل توصيات القنصلية العامة بميلانو في إدارتها لهذ الأزمة.
أملي أن تتم المحافظة على ما تم إنجازه وما تم ربطه من علاقات متنوعة وتحقيق المزيد فالبلاد تزخر بالكفاءات الدبلوماسية. أملي أن يتحقق للجالية ما كنت أسعى لتحقيقه ولم أحققه بعد. أملي أن تتواصل إدارة أزمة كورونا وتبعاتها الإقتصادية والإجتماعية على أفراد الجالية بطرق أفضل مما قدمته . أملي أن يتحقق للمجتمع المدني مزيدا من الإنجازات التي لم استطع لحد الأن تحقيقها له. أملي أن تتم إدارة ما بعد أزمة كورونا في علاقة بعودة أفراد الجالية من تونس الى أيطاليا بالنجاح المطلوب لأنه لا يكفي النجاح في إدارة الأزمة بل أيضا النجاح في إدارة الوضع ما بعد الأزمة. أملي أن يتحقق للجالية كل الخير، الجالية التي بينت أنها في مستوى المسؤولية وتستحق كل الخير، أملي أن أرى تونس فى افضل الأحوال لأن لنا من الكفاءات في عديد المجالات القادرة على تحقيق الأهداف المطلوبة. سأواصل خدمة أبناء وطني ووطني من أي مسؤولية كانت ولن يحد من عزمي شيء لتحقيق الأفضل لتونس والتونسيين. هكذا هو واقع العمل المهني التداول على المسؤولية التي لا يبقى منها الا الذكر الطيب والعمل المفيد فلو دامت لغيرك لما آلت إليك.
كل المودة للجالية التي أحببتها وخدمتها بكل صدق فاحبتني دون أي حسابات، دمتم أبناء هذه الجالية العزيزة ذخرا لتونس؛ وانحني اجلالا للوطن الذي من أجله عملت ولاجله سأواصل العمل والاجتهاد من اي موقع كان ومهما كانت الظروف.”
وخلافا لما يوحي به ما نشره القنصل العام بانه لم يتم انهاء مهامه بل ان مدة عمله كقنصل عام في ميلانو انتهت وهي خمس سنوات
وحسب تقاليد العمل في الخارجية فهو يعود الى الادارة المركزية مثل عدد آخر شملهم قرار العودة ليتم تعيين آخرين في مواقعهم
ويذكر ان نصر بن سلطانة عرفه التونسيون بعد الثورة بصفته خبيرا في الامن الشامل ثم تقدم بترشحه لرئاسيات 2014 كمستقل
وهو من مواليد 18 جويلية 1968 بصفاقس متحصل على دكتوراه دولة في العلوم السياسية والأستاذية في الاقتصاد والعلاقات الدوليةوعلى شهادة الدرسات المعمقة في العلوم السياسية ويشغل حاليا منصب موظف سامي بوزارة الخارجية برتبة وزير مكلف.
وهو المؤسس والرئيس السابق للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل الذي استقل من رئاسته بعد اعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية 2014 كما ترأس أيضا الجمعية التونسة للدرسات الاستراتيجية وسياسات الأمن الشامل.
وهو مختص في مجال الامن الشامل كانت له تجربة في التدريس حيث درس اطارات أمنية وعسكرية بالمدرسة العليا لقوات الأمن الداخلي.
خاتم ميلاد