نادر الحمامي يكتب عن الشعب الذي أذهل العالم:نحن شعب ميال إلى العنصرية والتمييز
يبدو أن الشعب التونسي الذي أبهر العالم بصدد تحقيق خطوات عملاقة إضافية على درب التمييز بين المواطنين والمواطنات إذ أكمل هذا الشعب كل مظاهر التمييز العنصري والجندري والديني والطائفي والجنسي والمذهبي والجهوي والعرقي ليخترع التمييز بين مواطنين محليين وآخرين في الخارج يسمهم بالوافدين استعارة من السلطات الرسمية التي تستعمل هذه العبارة البائسة ويعتبرهم خطرا صحيا أو حملة فيروس وتتم الدعوة إلى غلق حدود بلادهم دونهم بعضهم الآخر وسمهم بالكوازي، والآخر تساءل عن سبب قدومهم ونواياهم وهل لو كانت تونس قد تفشى فيها الوباء هل كانوا سيعودون. فعلا يتأكد لدي يوما بعد يوم أن هذا الشعب له أزمة قيمية عميقة جدا ولا أخلاقية لا يترك فرصة واحدة تمر دون البرهنة على أنه يستبطن كل أشكال التمييز والعنف وقابليته للكراهية، تستحضرني حوادث التمييز ضد السود من جنوب الصحراء بسبب استهتار حكم في مباراة كرة قدم، تستحضرني ردود الأفعال في جرائم الاغتصاب وإلقاء اللوم على الفتيات المغتصبات والتساؤل عن لباسهن ووقت خروجهن، استحضر ردود الأفعال ضد المثليين، أستحضر الدعوات إلى ردود الأفعال في شهر أفريل ضد الجهات التي انتشر فيها الفيروس، أستحضر السخرية من الاكل في الصين باعتباره عندهم مصدر فيروس، أستحضر ردود الأفعال المدافعة عن تافهين أرادوا إضحاكنا عبر حركات سخيفة تشير إلى الإعاقة، تزاحمت في ذهني الأمثلة ولم أعد أحسبها.
نحن شعب ميال إلى العنصرية والتمييز.
نادر الحمامي
باحث تونسي يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة والآداب العربيّة، كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة… صدر له عدة دراسات وكتب منها كتاب “الطبري وخصومه من أهل السنّة” كتاب “إسلام الفقهاء. ويشرف نادر الحمّامي في الوقت الحالي على تنسيق الدراسات التي تعتمدها المؤسسة في تونس، وعلى عقد الندوات العملية وعلى شؤون الاتفاقيات البحثية مع مراكز الدراسات ووحدات البحث في الجامعات التونسية.