نورالدين الري يلتقي نظيره الجزائري:رفض التدخل الاجنبي في ليبيا
استقبل وزير الشؤون الخارجية نور الدين الريّ اليوم الاثنين 13 جويلية 2020 بمقر الوزارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الذي أدى زيارة إلى بلادنا بصفته مبعوثا خاصا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون محملا برسالة شفوية لأخيه رئيس الجمهورية قيس سعيد، تتعلّق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في كافة المجالات.
وأكد السيد نور الدين الريّ خلال جلسة عمل ضمت وفدي البلدين، على ما يجمع تونس والجزائر من علاقات إستراتيجية وتاريخية متميّزة قوامها الأخوّة وحسن الجوار والمصير المشترك، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى بلادنا تأتي في إطار تعزيز التشاور بين البلدين، تماشيا مع الحركية التي يعرفها التعاون التونسي الجزائري لاسيما بعد الزيارة الرسمية الناجحة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الجزائر يوم 02 فيفري 2020.
وصرح وزير الشؤون الخارجية أن اللقاء قد مكّن أيضا من التباحث في مختلف ملفات التعاون القائمة والتحضير للاستحقاقات والمواعيد القادمة، ومنها بالخصوص الزيارة المقبلة للرئيس الجزائري إلى تونس والدورة القادمة للجنة الكبرى المشتركة التونسية الجزائرية في دورتها 22 والتي سنعقد بالجزائر العاصمة.
وفي هذا الخصوص، أبرز السيد نور الدين الريّ وجود رغبة مشتركة من البلدين لتحقيق نقلة نوعية وإدخال ديناميكيّة جديدة على التّعاون القائم بينهما في اتّجاه الارتقاء به إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشّاملة، وبما يستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين وما يجمعهما من إرث حضاري وتحديات مشتركة.
وثمّن وزير الخارجية مستوى التنسيق الأمني والعسكري القائم بين البلدين، قائلا إن التعاون التونسي الجزائري في هذا الخصوص، يّعد مفخرة بفضل عديد النجاحات المشتركة التي حققتها الأجهزة المختصة بالبلدين في مجال التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
وصرح السيد نور الدين الريّ ، خلال نقطة إعلامية مشتركة، أن اللقاء كان مناسبة لتأكيد تطابق وجهات النظر بين البلدين بخصوص مختلف المسائل الإقليمية والدولية ومن بينها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا ودفع العمل العربي المشترك.
وفي خصوص القضية الفلسطينية، أكد السيد نور الدين الريّ على مركزية هذه القضية وما تحظى به من أولوية، مشددا أن البلدين يعملان بقوة من أجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة والتصدي لكل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني الشقيق. كما أكد الوزير أيضا وجود إتفاق لدى البلدين على أهمية إصلاح منظومة العمل العربي المشترك، لرفع التحديات التي تواجهها المنطقة العربية.
وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، جدد السيد نور الدين الريّ التأكيد على موقف تونس الثابت الداعم للحل السلمي التوافقي استنادا لقرارات الشرعية الدولية والاتفاق السياسي ، وعلى ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل يمهد الطريق لاستئناف العملية السياسية، إدراكا من تونس أن حل الأزمة في هذا البلد الشقيق لا يكون إلا ليبيا، مؤكدا رفض بلادنا لكافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لليبيا وتمسكها الثابت بوحدة وسيادة هذا البلد الشقيق.
من جهته، أكد وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم على وجود توافق تام وكامل بين البلدين على ضرورة إعطاء دفع جديد لعلاقات التعاون القائمة، مشيرا إلى أن زيارته إلى تونس تمثل رسالة للتعبير عن قوة الروابط التاريخية والاجتماعية والحضارية التي تجمع تونس والجزائر وكذلك عن الإرادة القوية التي تحدو قيادتي البلدين للارتقاء بمجالات التعاون إلى مستوى التضحيات المشتركة للشعبين الشقيقين.
وبخصوص الوضع في ليبيا، أعرب وزير الخارجية الجزائري عن الارتياح لمستوى التنسيق والتشاور بين البلدين حول هذا الملف، واصفا إيّاه بالهام والمصيري لكافة دول المنطقة، مؤكدا أن البلدين يقودان جهودا مشتركة لإقناع الأشقاء الليبيين بضرورة تغليب صوت الحكمة والعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل توافقي ينهي معاناة الشعب الليبي، مشيرا إلى أن هذه الجهود تمليها مقتضيات حسن الجوار والتاريخ المشترك والنية الحسنة في اتجاه العمل من أجل دفع الجهود لضمان وحدة ليبيا واستقرارها وازدهار شعبها.
هذا واتفق الوزيران في ختام الاجتماع على مواصلة التشاور وتبادل الزيارات وحسن الإعداد للمواعيد الثنائية القادمة، في اتجاه مزيد الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.