أعربت الإدارة الأميركية عن بالغ قلقها إزاء “الخسائر المحتملة في الأرواح” الناجمة عن الانفجار المزدوج الذين ضرب المرفأ في العاصمة اللبنانية بيروت، في وقت علق مصدر إسرائيلي على “الحدث” الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى دمار هائل في مناطق عدة.
وقال مصدر إسرائيلي للحرة إن لا “علاقة لإسرائيل بالحدث”، بينما ذكر وزير الخارجية الإسرائيلية، غابي أشكنازي، أن “الحديث يدور حول انفجارات بسبب حادثة. نحن نتابع عن كثب ما يدور هناك. ولا يوجد أي سبب لأن لا نصدق ما يأتي من بيروت”.
وفي واشنطن، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للحرة أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تقارير انفجار بيروت، وقدم أعمق التعازي لجميع المتضررين، مؤكدا استعداد واشنطن “لتقديم كل مساعدة ممكنة”.
وحول ما إذا كانت الخارجية على علم بأسباب وقوع الانفجار، قال المتحدث ” ليس لدينا معلومات حول سبب الانفجار ونحيلكم إلى حكومة لبنان لمزيد من المعلومات”، مضيفا أن الوزارة تعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية اللبنانية لتحديد ما إذا كان أي مواطن أميركي قد أصيب جراء الانفجار.
وشجع بقوة المواطنين الأميركيين المتواجدين في المناطق المتضررة على مراقبة الأخبار المحلية واتباع تعليمات الطوارئ المقدمة من السلطات المحلية ومتابعة تطبيقات وزارة الخارجية الأميركية، للحصول على آخر التحديثات.
كما حث المواطنين الأميركيين الذين هم بأمان على الاتصال بأحبائهم مباشرة و\أو تحديث وضعهم على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى تجنب المناطق المتضررة والبقاء في أماكنهم، واتباع توجيهات السلطات المحلية.
بدوره، أكد مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون “يراقب التطورات ولكن ليس لدينا ما نقدمه بخصوص سبب الانفجار أو آثاره”، في حين أعربت القيادة الأميركية الوسطى عن قلقها البالغ “من الخسائر المحتملة في الأرواح بسبب مثل هذا الانفجار الهائل”.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، رجح، مساء الثلاثاء، أن يكون الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت عصرا ناجماً عن مواد “مصادرة وشديدة الانفجار”. وقال للصحافيين خلال تفقده المكان “يبدو أن هناك مخزنا لمواد مصادرة منذ سنوات وهي شديدة الانفجار”.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن “سقوط عدد من الشهداء والجرحى” جراء الانفجار، بينما لا تزال فرق الاسعاف تقصد مكان وقوعه فيما تعمل فرق الاطفاء على اخماد الحريق المتواصل في المرفأ. وأفاد رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة “المؤسسة اللبنانية للارسال” عن “مئات الجرحى” وقال “هناك أيضا ضحايا”.
وتهكم المدير العام للأمن العام في لبنان على المعلومات الأولية التي أرجعت سبب الانفجار إلى حريق في مستودع للمفرقعات، مشيرا، في المقابل، إلى أن الحادث نجم على ما يبدو عن “مواد شديدة الانفجار”.
وقال اللواء عباس إبراهيم،عقب جولة في مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار، “لا يمكن استباق التحقيقات والقول بأن هناك عملا إرهابيا، وكلمة مفرقعات تثير السخرية، هناك مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات”.
وكانت الوكالة اللبنانية الحكومية أشارت إلى اندلاع “حريق كبير في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي”.
وأثارت هذه المعلومات سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد اللقطات التي أظهرت حجم الانفجارين الذين ضربا المرفأ، والأضرار التي نجمت عنهما في معظم المناطق اللبنانية، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى وجرحى.
وأشارت الوكالة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى “جراء انفجار مستودع المفرقعات في مرفأ بيروت”، متحدثة أيضا عن “أضرار كبيرة في المباني والسيارات في الكرنتينا والأشرفية والحمراء والمناطق المحيطة..”.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع طارئ مساء الثلاثاء للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا إثر الانفجارين الضخمين، في حين أعلن رئيس الحكومة حسان دياب الأربعاء يوماً للحداد الوطني على “الضحايا”.
وسمع دوي الانفجار في مناطق بعيدة جدا عن الحادث، حيث قالت وكالة فرانس برس إن الدوي سمع في كل أنحاء العاصمة، وصولا إلى مناطق بعيدة عنها، كما افاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار.
وفي حين ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن “عدد الإصابات لا يحصى” تحدثت عن “أضرار كبيرة في المنازل والسيارات في محيط منطقة الكرنتينا والجوار”، قال الصليب الأحمر أن “أكثر من 30 فرقة تستجيب لإسعاف المصابين..”.
وأصيب سكان بيروت بالذعر فيما عم الدمار كل أنحاء بيروت، فيما أقفلت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية الى المرفأ، ومنع الصحافيون من الاقتراب. ولم يسمح إلا لسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالمرور. وكان أقرباء موظفين في المرفأ يجادلون القوى الأمنية مصرين على دخول حرم المرفأ للاطمئنان الى أقربائهم.
وشاهدت صحفية في وكالة فرانس برس عشرات الجرحى يصلون الى مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية في شرق بيروت، بينهم أطفال. وكان عدد كبير منهم مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه. وفي منطقة الأشرفية، كان أشخاص كثيرون يسرعون سيرا الى مستشفيات.
أمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج. كما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس سيارات متوقفة ومتروكة في وسط الشارع القريب من المرفأ وقد لحقت بها أضرار بالغة. كما لحقت أضرار بالغة بالمباني وتناثر الزجاج في كل مكان.
وكتب أحد اللبنانيين على “تويتر” “حجم الصوت والهدير استمر لبضع ثوان، ولم أسمع مثله في حياتي”.
وقالت امرأة في وسط العاصمة لصحافي في فرانس برس “شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت بأنه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري”.
ويفترض أن تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد يومين حكمها في قضية اغتيال الحريري، الذي قتل مع 21 شخصا آخرين في وسط العاصمة في انفجار ضخم نفذه انتحاري.
وفي حين ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن “عدد الإصابات لا يحصى” تحدثت عن “أضرار كبيرة في المنازل والسيارات في محيط منطقة الكرنتينا والجوار”، قال الصليب الأحمر أن “أكثر من 30 فرقة تستجيب لإسعاف المصابين..”.