أكدت السلطات الأمنية الجزائرية أنها تسلمت من تركيا مسؤولا عسكريا سابقا كان قد فر عقب وفاة قائد الجيش السابق. والعملية التي تسلط الضوء على أهمية الجزائر لتركيا، تمت بعد اتصال الرئيس الجزائري تبون بنظيره التركي أردوغان.
قال مصدر أمني جزائري بارز إن الرئيس عبد المجيد تبون اتصل بنظيره التركي رجب طيب اردوغان من أجل عودة مسؤول عسكري فر من الجزائر بعد أيام من وفاة قائد الجيش في ديسمبر
وأضاف المصدر لرويترز أن مسؤولين أمنيين جزائريين تسلموا قرميط بونويرة، المتهم بتسريب أسرار عسكرية، يوم الخميس في تركيا على أن يمثل أمام قاض عسكري يوم الاثنين (الثالث من اوت 2020) في سجن البليدة جنوب غربي الجزائر العاصمة.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين أتراك يوم الأحد إذ أن اليوم ليس يوم عمل هناك. ولم يتسن أيضا التواصل مع محام ممثل لبونويرة للتعليق. وتسليم تركيا بونويرة للسلطات الجزائرية يسلط الضوء على الأهمية التي توليها أنقرة لعلاقتها بالجزائر الجارة القوية لليبيا التي تدخلت القوات التركية في الصراع فيها.
وقال المصدر إن تبون اتصل هاتفيا بأردوغان قبل نحو أسبوع من عطلة عيد الأضحى لطلب تسليم بونويرة. وأضاف أن بونويرة، الذي كان من كبار مساعدي قائد الجيش الراحل قايد صالح، يواجه اتهامات بتسريب جدول يظهر تحركات ضباط في الجيش. وانتشر الجدول على مواقع التواصل الاجتماعي مما أحرج الجيش لكن لم يتضح من نشره.
وبرز اسم قايد صالح العام الماضي كأكثر الشخصيات نفوذا في المشهد الجزائري عندما نجحت احتجاجات أسبوعية حاشدة في الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وكذلك عدد من المسؤولين الآخرين.
لكن قايد صالح توفي فجأة بنوبة قلبية في 23 ديسمبر/ بعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي دفع لإجرائها وإن كانت حركة الاحتجاجات بالشوارع عارضتها معتبرة أنها غير مشروعة. وفر بونويرة إلى تركيا في الأسبوع التالي لوفاة قايد صالح، وقال المصدر الأمني الجزائري إنه سرب في وقت لاحق أسرارا عسكرية لنشطاء يقيمون في الخارج. وأضاف المصدر “قرميط (بونويرة) كان أقرب رجل لقايد صالح. وبناء على ذلك كان مطلعا على أسرار عسكرية”.
ويحاول تبون، الذي فاز في انتخابات ديسمب ، وضع لمسته الخاصة على حكومة الجزائر، بعد أن أمضى بوتفليقة 20 عاما في السلطة، فعين قائدا جديدا للجيش في يناير/ كانون الثاني لكن الجيش لا يزال أقوى مؤسسة في البلاد.
ويدفع الرئيس الجزائري جيران ليبيا ليكون لهم دور أكبر في إيجاد حل للصراع ويعارض التدخل الأجنبي المباشر. وتدخلت تركيا بشكل مباشر في ليبيا فيجانفي لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ضد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) المتمركزة في شرق البلاد والمدعومة من روسيا والإمارات ومصر.
وبالنسبة لأنقرة، فمن الممكن أن تُعقد أي معارضة جزائرية مباشرة لدور تركيا في ليبيا عملية عسكرية بعيدة عن السواحل التركية. لكن وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات بخصوص ليبيا، فإن العلاقات بين الجزائر وتركيا جيدة. وقال المصدر الأمني الجزائري “عملنا بشكل جيد للغاية مع نظرائنا في تركيا”.