في رد فعل إيجابي على إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا أكدت الخارجية الألمانية على ضرورة الالتزام بالهدنة، فيما رحب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، مغردا على تويتر بأهمية أن يلتزم كل الأطراف بما أعلنوه.
رحب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم (الجمعة 21 اوت 2020) بما اعتبره معلومات “مهمة وإيجابية” بعدما أعلن كل من الطرفين المتنازعين في ليبيا وقفاً لإطلاق النار وإجراء انتخابات مقبلة. وغرّد بوريل على تويتر “من الأهمية بمكان أن يلتزم كل الأطراف بما أعلنوه. يستحق جميع الليبيين حلا سياسيا وعودة الى الاستقرار والسلام”.
وأعلن رئيس الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج وعقيلة صالح، رئيس البرلمان الداعم للرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر، في بيانين منفصلين الجمعة إجراء انتخابات قريبا وأمرا بوقف فوري لإطلاق النار. ورحبت الأمم المتحدة بـ”التوافق الهام” بين الطرفين.
ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الألمانية على ضرورة الالتزام بالهدنة في ليبيا، وقالت متحدثة باسم الوزارة اليوم في برلين: “نأمل وننتظر أن تتمكن جميع الأطراف الليبية الآن من التوافق بشأن هذه الخطوة البناءة وأن تتم مواصلة السير على الطريق البناء ما أمكن”.
وكانت ألمانيا ساهمت بدور الوساطة في الصراع الليبي من خلال تنظيم قمة برلين بشأن ليبيا التي عقدت في جانفي الماضي الماضي. وكان وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس حذر قبل أسبوع خلال زيارة مفاجئة إلى طرابلس من اشتعال جديد للمعارك في ليبيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية إن الحكومة في برلين تدعم بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في مساعيها من اجل إحلال السلام هناك.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن “تصريحات رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس النواب التي تدعو خصوصاً إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في ليبيا واستئناف انتاج النفط تمثل خطوة إيجابية”، لكن “يجب أن تطبق على الارض”.
بيانات عربية تدعو لإنهاء الأزمة
عربياً، رحبت الجزائر اليوم بالإعلانين الصادرين عن كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح القاضيين بوقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية وتفعيل العملية السياسية عبر حوار جامع يفضي إلى إنهاء الأزمة الليبية. وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الجزائرية اليوم ” تسجل الجزائر بارتياح هذه المبادرة التوافقية التي تعكس إرادة الإخوة الليبيين في تسوية الأزمة الليبية وتكريس سيادة الشعب الليبي الشقيق”.
كما دعت السعودية الليبيين إلى ضرورة البدء في حوار يؤسس لحل دائم يكفل الاستقرار ويمنع التدخل الخارجي في البلاد. وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها اليوم عن ترحيب حكومة المملكة بإعلان المجلس الرئاسي ومجلس النواب وقف إطلاق النار في ليبيا
وأكدت الم لكة “على ضرورة البدء في حوار سياسي داخلي يضع المصلحة الوطنية الليبية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار للشعب الليبي الشقيق، ويمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر”.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن أملها أن “تتجاوب كافة الأطراف الليبية مع إعلان وقف إطلاق النار، والتعجيل باستكمال العملية
السياسية، وفك الحصار عن حقول النفط لتستأنف الإنتاج والتصدير”، حسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وجاء في بيان للخارجية الإماراتية أن دولة الإمارات تعتبر القرار “خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي الشقيق في بناء مستقبل يلبي تطلعاته في الاستقرار والسلام والازدهار، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة واتفاق الصخيرات”.
ورحب الأردن بإعلان وقف العمليات القتالية على كل الأراضي الليبية وتنظيم انتخابات قريبا، داعياً إلى وقف دائم لإطلاق النار ومفاوضات جادة تنهي الأزمة.
ورحبت جامعة الدول العربية بإعلان الالتزام بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية في عموم الأراضي الليبية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد رحب بالاعلان وكتب على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك “أرحب بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب في ليبيا بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية باعتبار ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس حذر مما أسماه بـ “الهدوء المخادع” في ليبيا. وقال ماس الذي وصل ليبيا في زيارة مفاجئة: “نحن نرى هدوءا مخادعاً في ليبيا حاليا إذ يواصل الجانبان وحلفاؤهما الدوليون تسليح البلد على نطاق واسع ويتمسكان بشروط مسبقة لوقف إطلاق النار“، مضيفاً أن العملية التي بدأت في برلين لا تزال إطار العمل الملائم لحل الصراع، وأيد دعوات لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول سرت.
كما دعا ماس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الليبي محمد سيالة يوم الاثنين (17 اوت 2020) إلى رفع الحصار عن حقول النفط الليبية وتوزيع الثروات بشكل عادل، مشيرا إلى أن مخرجات مؤتمر برلين هي الإطار لحل النزاع في ليبيا.
بدوره، أكد وزير الخارجية الليبي أن الطريق لبناء دولة ديمقراطية يكون بالاتفاق على قاعدة دستورية تمهد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وأضاف ماس، الذي من المقرر أن يسافر بعد ذلك إلى دولة الإمارات، إنه يتوقع “إشارة إيجابية” من الدولة الخليجية بخصوص ليبيا، نظرا لنفوذها على الرجل القوي في شرق ليبيا الجنرال خليفة حفتر، وتابع أنه “لن يشارك في مستقبل ليبيا إلا من يشارك في عملية سياسية”.
وبرزت تركيا وروسيا باعتبارهما القوتين الرئيسيتين صاحبتي النفوذ في الصراع الليبي، مع تعزيز جبهات القتال في الأسابيع الأخيرة حول بلدتي سرت والجُفرة في وسط البلاد. وتحدث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان هاتفيا بشأن ليبيا اليوم.
وقدمت تركيا دعما عسكريا حاسما لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، لمساعدتها في صد هجوم استمر 14 شهرا من قوات الجنرال حفتر المتمركزة في شرق ليبيا في وقت سابق هذا العام.
وليبيا منقسمة منذ 2014 بين فصائل متمركزة في شرق البلاد وأخرى في غربها تحظى بدعم أطراف إقليمية مختلفة.
وبينما تدعم تركيا وحليفتها الإقليمية قطر حكومة الوفاق، تلقت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر دعما من الإمارات ومصر وروسيا.
ووقعت تركيا اتفاقا عسكريا مع حكومة الوفاق في أواخر العام الماضي، فضلا عن مذكرة تفاهم بشأن الحدود البحرية مما أثار غضب خصومها في شرق البحر المتوسط.